سلطان بن محمد المالك
«تسويق الأوطان» كان عنوان ملتقى نظمته بشكل رائع لجنة التسويق بغرفة الرياض الأسبوع الماضي. ولأهمية وثقل الموضوع، فمن الطبيعي أن يكون الضيف بثقل وحجم المناسبة، فقد أحسنت اللجنة بدعوة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل ليكون ضيف اللقاء للحديث عن رأيه وتجربته في مسيرة حياته العملية سفيراً للمملكة في عدد من الدول وكمثقف وسياسي وصاحب رأي حصيف. كان اللقاء بسيطاً بدون تكلف، تحدث سموه بهدوئه وبساطته المعهودة عن أهمية موضوع تسويق الأوطان، مشيراً إلى أن للمملكة العديد من التجارب الناجحة في تسويق الوطن للخارج وإن كانت غير كافية.
إحدى التجارب التي ذكرها سموه كانت التجربة الناجحة لإمارة منطقة الرياض من خلال معرض (الرياض بين اليوم والأمس) والذي كان يتجول كل عام في دولة من الدول، والفكرة هي فكرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، حيث نجحت في تسويق الرياض والمملكة للخارج ونقل صورة ذهنية رائعة للخارج. كما وأشار سموه للتجربة الناجحة التي قام بها مؤخراً سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من خلال جولات مكوكية وزيارات رفيعة المستوى لعدد من العواصم العالمية تم خلالها إبرام العديد من الاتفاقيات والصفقات التجارية وجذب العديد من الاستثمارات للمملكة.
سمو الأمير تركي أكد أن لدينا في المملكة الكثير لكي نسوقه للخارج، ومن أهمها ديننا الإسلامي السمح، والموروث العربي بما يحمله من إرث زاخر بالكثير من المعارف والعلوم والسلوكيات، كما لدينا الحرمان الشريفان وكثير من المواقع الأثرية الجاذبة للسياحة والاستثمار، وركز في حديثه أن عنصر الأمن والأمان مهم جدًا في تسويق أي وطن.
كنت أنتظر دوري لأطرح على سموه سؤالاً بحكم خبرته السابقة كسفير في عدد من العواصم العالمية وممارس لتسويق الوطن ولم يحالفني الحظ، حيث انتهى وقت اللقاء بشكل سريع لم نشعر به مع استمتاعنا بحسن ما طُرح في اللقاء. سؤالي وإن كان سموه قد أجاب عن جزء منه؛ كان فيما يخص أهمية تسويق المملكة من خلال طرق أخرى غير الطرق السياسية الرسمية، وذلك من خلال الدبلوماسية العامة (الشعبية) ومناشطها المختلفة والتي تعتمد عليها كثير من كبار الدول مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا في تسويق نفسها للعالم الخارجي، بل وتنفق عليها كثيراً من المال. ومن خلال إجابات سموه فقد أكد أهمية الدبلوماسية العامة وأهمية استثمار العدد الكبير من المبتعثين خارج أرض الوطن.
وفي تصوري أن الأنشطة الشبابية لشبابنا حول العالم من الممكن استغلالها بشكل إيجابي للتسويق للمملكة كما عمل سابقًا في منتديات الشباب الدولية التي نفذتها وزارة الخارجية في عدد من العواصم العالمية وتشرفت بأن كنت أحد المشاركين بها، وما تفعله مسك الخيرية في الآونة الأخيرة كذلك من مشاركات للشباب ونشر الثقافة والفن السعودي خارج الوطن. وفي رأيي أن المرحلة القادمة تتطلب تكثيف جهود المملكة بما يخص أنشطة الدبلوماسية العامة وخصوصاً أنه قد تم مؤخرًا إنشاء وكالة خاصة للدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية، فلدينا الكثير والكثير لنسوقه خارج الوطن.