فوزية الشهري
الحمدلله الذي بلغنا رمضان شهر الرحمة، شهر به ليلة خير من ألف شهر، ومع إقباله يتسابق المسلمون للبذل والعطاء والإنفاق وعمل الخير. روحانية عجيبة توقظ المشاعر وتؤثر في النفوس، ونحيا برمضان معنى التقرب إلى الله بكل مانملك قولاً وعملاً.
الإنفاق والبذل على مشاريع إفطارالصائمين هي إحدى سمات هذا الشهر العظيم رغبة في الأجر وكذلك يعمد الكثير لإخراج الزكاة وتكثر الصدقات برمضان. وتقام موائد إفطار الصائمين في كل مسجد وهذا فضل وخير عظيم، لكن مايؤلمني حقاً هو الهدر للصدقات بالطريقة المتبعة الآن في إفطار الصائم. كميات طعام كبيرة تترك بالمسجد أو الخيمة الرمضانية تذهب جميعها إلى سلة النفايات!!!
إن هذا الفعل بالنسبة لي شنيع ومؤلم فهو إسراف في النعم وحرمان للفقير من مبالغ يمكن أن تستغل لخدمتهم ومساعدتهم.
ويتبادر لذهني سؤال مع بداية كل شهر فضيل ماهو الحل لوقف الإسراف وتوجيه هذا المشروع لمصلحة المجتمع.
كم أتمنى أن نعمل مشاريع الخير بطريقة متكاملة والنظر للمشروع من كافة الجوانب المتاحة لينتفع به كل محتاج.
فمثلاً لو نفذ مشروع إفطار الصائم بتفكر وابتكار ومراعاة للمصلحة العامة،فإن الإفطار بوجهة نظري على التمر والماء واللبن عند الأذان كافية جداً في المسجد، وهذا يعتبر سلوكاً صحياً وكذلك سيساهم في المحافظة على بقاء المساجد نظيفة.
وبعد صلاة المغرب تقوم اللجنة المسؤولة عن إفطار الصائم بتوزيع (كوبونات) على المحتاجين لاستلام الفطور، وأتمنى أن يتاح للأسر المنتجة المحتاجة أن تكون هي المنفذة لهذا المشروع عندها سنصل بهذا التخطيط إلى أعلى قمة بالخير من خلال إطعام محتاج ،وإعانة وتأمين العمل والكسب لمحتاج آخر. يتم الدفع للأسر المنتجة والمنفذة للمشروع من صدقات تفطير الصائم بدلاً عن المطاعم الكبرى التي تضخمت أرصدتها من أموال أجزم أن الفقير والمحتاج أولى بها. و(الكوبون )كم سيكون نافعاً أكثر لو مدد مدة الاستفادة منه إلى شهرين من تاريخ استلامه، أو أكثر، تمديد وقت الاستفادة من (الكوبون ) إلى مدة أشهر سيكون أنفع للمستفيد منه (المحتاج) لأن الحاجة للطعام في رمضان تكون أقل مع كثرة العطاء والصدقات، ونافعة للمنتج (الأسر المحتاجة) باستمرارالدخل لهم بعد رمضان.
الزبدة:
يجب ألا يقتصر إنفاق الصدقات والزكوات في رمضان على جانب واحد فقط بل يجب التخطيط ومعرفة مايحتاج إليه المجتمع ثم بذلها في الموضع المناسب لذلك وأشدد على أن الجمعيات الخيرية تستحق الدعم في رمضان سواء بزكاة أو صدقة،كما أتمنى أن ندرك أن التطوع لايقتصر على دفع المال بل بذل الوقت والجهد تعتبر من أجل الأعمال فلو تطوع كل شخص بساعة من يومه لعمل خيري مجتمعي لحققنا نجاحا منقطع النظير.
لايجتمع مسمى عمل خيري مع هدر المال وعدم التخطيط يجب أن نفكر بإبداع في أعمالنا الخيرية حتى تخدم أكبر فئة محتاجة ولا نضع للهدر مجالا عند التطبيق.