إبراهيم الدهيش
ليس من حقي ولا غيري أن يُصدر أحكامًا، أو يطرح آراء هكذا جزافًا، تخص قضية الحكم المبعد عن النهائي؛ كون القضية ما زالت منظورة، وأحداثها حتى اللحظة مجرد «شبهة فساد»، والجهات ذات العلاقة لم يصدر منها ما يمكِّننا من طرح رؤانا وآرائنا.. وكل ما اطلعنا عليه هنا وهناك عبارة عن اجتهادات وتخرصات، لا تستند سوى إلى ما (يقولون)، وتدور في غالبيتها حول مشاغبة العواطف، وتكريس فكر المؤامرة. وبالرغم من هذا لا أجد ما يمنع من التحدث على هامش القضية، وردود الأفعال تجاهها؛ لأقول: يبقى من الإنصاف الإشارة والإشادة في الوقت نفسه بموقف الهيئة الذي أكد تمتعها بقدر كبير من الشفافية والوضوح.. وتجلى ذلك في مسارعتها إلى إصدار بيانها في بادرة كسبت معها احترام وثقة شرائح المجتمع الرياضي كافة، أثبتت من خلاله أنها ماضية في طريقها دونما تلكؤ أو محاباة لهذا أو ذاك لمنع التجاوزات، وفرض العدل والمساواة، وأن (الموس بالفعل على كل الرؤوس). في حين أنه كان بالإمكان (دمدمة) الموضوع، وتمشية الأمور، وإبعاد الحكم تحت أي مبرر، خاصة وهو على بُعد شهر من مونديال روسيا، لكنه زمن محاربة كل ما يعترض تطوير رياضتنا، ويمس سمعة وهيبة كرتنا السعودية؛ إذ تأتي آفة الفساد أولوية في المحاربة والتصدي كما أشار سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وإصراره - حفظه الله - على محاربة كل ما يعيق انطلاقتنا وحراكنا نحو التغيير والتطوير لتحقيق أهداف مشروعنا التنموي على الصعد كافة، وفي كل المجالات والاتجاهات بكل حزم وبلا هوادة.
الهلال و(الراسخون) في علم التعصب!!
- كنت واحدًا ممن كانوا يأملون أن يواكب إعلامنا الرياضي، خاصة المرئي منه والمقروء، مرحلة التجديد والتصحيح التي تقوم بها الهيئة العامة للرياضة؛ باعتبارنا (تعلمنا) و(عقلنا)، وأصبحنا نتعامل مع مجتمع لم يعد كما كان بالأمس، بل ازداد وعيًا ونضجًا.. لكن ما يحدث يؤكد أن (بعضنا) لا يزال (على حطة يدك) بالفكر ذاته، وبتلك الثقافة؛ بدلالة الانتقائية و»الاستقصاد» في غالبية ما يطرح، سواء في البرامج التلفزيونية أو على صفحات بعض المطبوعات من خلال تسليط الضوء على مشاكل وإشكاليات أندية معينة بشكل متكرر، بأساليب احترافية غاية في التلاعب بالمفردة، وادعاء المظلومية، في حين يتم تجاهل أندية أخرى تعيش المشاكل نفسها، بالسيناريوهات نفسها، بل إن هناك الكثير من القضايا والأحداث هي أولى بالطرح والمناقشة، ومع هذا لا يُلتفت لها، ويتم تجاهلها والقفز عليها!!
- ويأتي الهلال على رأس قائمة المستهدفين، سواء عبر البرامج أو الصحف، لدرجة أنه أصبح في الآونة الأخيرة حديث من لا حديث له!
- أدرك أنه ليس هناك من أحد فوق النقد، والهلال كبقية أندية الوطن في ذلك.. وأفهم أن مناقشة الأخطاء وليس تضخيمها، وذكر الحقائق دونما مغالطات، جزء من مسؤولية الإعلام (النزيه)، لكني شخصيًّا لا أجد تفسيرًا منطقيًّا لما يحدث للهلال سوى أنه انتقائية وإثارة ممجوجة، أصابت أخلاقيات المهنة في الصميم، وإلا بماذا نفسر الإصرار والتكرار والمبالغة في ردود الأفعال تجاه ديون الهلال، وكأنها أحد أسرار الكون المكتشفة حديثًا، ولم تكن قد أُعلنت «ذات جمعية» عبر أكثر من إدارة هلالية؛ إذ وجدها الراسخون في علم التعصب وأساتذة الانتهازية فرصة للنيل من الهلال فضائيًّا وكتابيًّا؛ باعتبارها (فضائح مسكوتًا عنها)، وأن الهلال نال النصيب الأكبر من دعم الهيئة بينما الحقيقة تقول إن الهيئة وقفت وتقف مع الجميع على مسافة واحدة.. إضافة إلى التشكيك في جماهيرية الزعيم وبطولاته وانتماء نجومه للكيان.. وأخيرًا وليس آخرًا (نبش) أحداث انتقال أسامة هوساوي للهلال عام 2008.. والبقية تأتي!!
- وعلى العموم أقول، وبملء فمي: إنه لا يمكن أن تتطور رياضتنا ونحقق تطلعاتنا بأن نكون من أفضل عشرة دوريات بالعالم ما لم نتحدث (كلنا) بلغة تخاطب العقول لا العواطف.. نؤمن بأن الإعلام الرياضي جزء من منظومة الإعلام الوطني بشكل عام.
- وفي النهاية كل عام يا وطني وأنت بألف خير، تحفك عناية الله، وننعم كلنا تحت سماءك بالأمن والأمان.. وتقبل الله منا ومن الجميع صيامهم وقيامهم.
وسلامتكم.