سعد الدوسري
يفترض أن تتفتق أذهانُ المسلمين في هذا الشهر المبارك بالإبداع الخيري، لكونه موسماً مرتبطاً بمكابدة التعب في النهار والقيام في الليل، لكن ما يحصل هو العكس، فالصائمون والصائمات مبرمجون على أنماط متكررة من فعل الخيرات. والنتيجة معروفة في النهاية؛ أكبر هدر للمأكولات والمشروبات، يكون في شهر التقرب إلى الله، شهر الامتناع عن الأكل والشرب، شهر الانصراف للعبادات.
هل من الصعب على المؤسسات الرسمية، أن تمنع أحداً من فرد موائد أشهى الأطعمة، بلحومها وصوانيها ومحاشيها، ليكون مصيرها في النهاية، حاويات النفايات؟! مَنْ يقولُ إن الأمر صعب، فهو يفرض سلطة الفرد، على سلطة المؤسسات. لا بد أن تكون هناك أنظمة على المساجد وعلى مساهمات جماعات المساجد في الأحياء. هذه الكيانات تتبع لمؤسسة رسمية، ومن غير المقبول أن يفرض إمام المسجد على كل الجماعة، ما يريده هو شخصياً. يجب أن تكون هناك رؤية واضحة ومنطقية، يلتزم بها الجميع، بحيث لا نأخذ بيوت الله، إلى أماكن لا تليق بها.