د. حسن بن فهد الهويمل
عندما تحدث أ. د محمد الهدلق عن رفيق دربه أ.د. عبدالعزيز المانع تمنيت أني معهما لأن المتحدث متمكن وكتاب المتنبي أمكن.
وهما كالفرزدق، وجرير هذا ينحت من صخر؛ وذا ك يغرف من بحر.
لقد تألق كل واحد منهما في مجاله في خدمة الأدب، والتراث.
وكل واحد غمرني بفضله، وأهداني طرفًا من إنتاجه القيم والمتميز.
وهما في مشاهد الأدب علمان في رأس كل واحد منهما نار.
(المانع) راهب في صومعة التراث؛ وهب نفسه، وجهده، وماله. فكان أن عرفت المشاهد بعض حقه. وبدا (كرسيه) كأفضل كرسي. تتابعت إصداراته المتميزة.
و(الهدلق) لم يتصومع؛ وإنما ركض برجله في كل الفيافي؛ فوجد المغتسل البارد؛ والشراب
الزميلان، والصديقان رائدان من رواد الأدب؛ تجاذبا الأحاديث الأدبية مع لداتهما ومجايليهما، فجلوا معادن الأدب من خبث القول، وخطل الكلام.
ولما يزالا في لزز السبق على جياد تجلي؛ ثم يأتي في أعقابها المصلي؛ والمسلي.
ما أوده من العملاقين استكمال ما بدآه من مشاريع في التراث، والأدب فمشاهدنا الأدبية كاد يصوح نبتها ويرعي الهشيم.
قيل إن زمن العمالقة ولى. والحق أن الذي ولى معرفة الفضل لذويه.
فـ(المانع) لا يقل عن (هارون، وشاكر) و(الهدلق) ينازع (ضيف، وأبا موسى) مكانتهما.
ولكن زامر الحي لا يطرب وكم في بلدي من الكفاءات العلمية، والأدبية (وقليل من عبادي الشكور).
العمل الميداني الذي غامر فيه المانع؛ وعززه بفلي التراث؛ أنجز لنا عملا استثنائيا، يضاف إلى مكتبة المتنبي الزاخرة بالغث والسمين.
شكرا للصديقين المتألقين؛ ومزيدًا من العطاء الفذ.