رجال-مع الاعتذار للرجولة ومتلازمات حضورها- لا تلهيهم مهام عمل ،ولا شغل ولا انضباط ،تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى لا هم لهم سوى تنقص المخلصين ،وترصد زلاتهم وأشباه الزلات ،لتكون زادهم الذي يسعون به إلى الإدارات العليا للقدح في زيد المنضبط أو عبيد المخلص .
هولاء هم المحتسبون الأشاوس في عالم الوظيفة، الوشائون المشائون إلى الأذية، ليس لهم صفة سوى أنهم موظفون ،فارغون عقلا وإنتاجية .
تعرفهم في لحن القول وتوقيتهم الزماني الذي يتأخر عن التوقيت المحلي لبيئات العمل بساعات معدودة، صيفا وشتاء وهذا ما تثبته أضابير التواقيع أو أجهزة البصمة .
لديهم أساليب ولاء وبراء ،تتمثل في صناعة عدو داخل البيئات الوظيفية، وجعله مشجبا تعلق عليه كل صور الإخفاق ،ثم يبدأون في تحريض كل متردية ونطيحة وما يترفع السبع عن أكله ،ليتناغم الجميع في تشويه صورة هذا الموظف المغلوب على أمره ،ويكون ذلك من خلال جلسات سمر في قهاوي عامة أو استراحات خاصة، يتعاهد هؤلاء على إسقاط هذا الأصيل وتقديم كل الصور التي تجعل منه مادة تلوكها الألسن داخل هذه البيئات، ومن ثم يخاتل المسؤول ويثبت له من خلال كل تلك (الإسرائيليات الإدارية) إن فلانا غير كفء وإن تغييره واجب تحتمه المصلحة العامة !.
صناديد هذه الفئة المارقة على النظام يتوجهون وحدانا وزرافات إلى رب العمل ويعلنون بشكل فج ومدروس ومخطط أن فلانا الموظف قد حان وقت تغييره، في مشهد يذكرك بصناعة الفوضى في البلدان التي اكتوت بنار الفرقة والخراب والدمار، أنهم يمارسون نوعا من الاعتصامات المكتبية ويحاولون أن يشكلوا جماعات ضغط تجعل رب العمل يستجيب لدعواتهم التأمرية والتي تقطر جهلا وتخلفا.
صناع الفوضى في بيئات العمل، هم أكثر الموظفين مروقا على النظام، إنتاجيتهم من أدنى مستويات الإنتاجية ،وبيئات العمل بالنسبة لهم مجرد راتب آخر الشهر يتقاضونه وهم أول من يعلم أنهم عبء على التنمية والإنتاجية والأهداف التي من أجلها وضعت هذه الأجهزة الخدمية.
إن ثقافة الاحتساب الإداري ومن خلال( رجال التثقيف المهني) تعد واقعا مأساويا ينخر في جسد المنظومه، ويرسخ واقع الفوضى والمحسوبيات والجهل ،تقوده فئة لا هم لها إلا تحقيق مصالحها الشخصية البعيدة عن مقاصد وأهداف العمل النزيه، هؤلاء وجودهم أذى، واعتزالهم واجب ،وكشفهم أوجب لحماية مكتسبات التنمية وضمان استدامة التطور والرقي في مجتمعاتنا الوظيفية.
** **
- علي المطوع