هالة الناصر
يبدو أن صاحب الموهبة الكاملة موعود بالفشل وعدم النجاح لسبب يتعلق به وسبب يتعلق بالمجتمع الذي يحيط به، إذ لايجد الموهوب الدعم الذي يستحقه في أي مكان بالعالم فما بالك بمجتمعنا العربي، لاتوجد بنية تحتية للموهوبة ولايوجد نظام حقيقي وثقافة مجتمع تحوي الموهوب وتحفزه، أتشاءم وأنا لا أكاد أتذكر جامعة عربية واحدة لديها طريقة لدعم المجتمع بمخرجات تعليمية ذات مواهب متطورة، أقصى ما تقدمه الجامعات العربية لنا هو تخريج أنصاف موظفين بالكاد يملكون علماً نظرياً لايذهب بهم بعيداً، السبب الذي يتعلق بالموهوب نفسه هو عدم امتلاكه حس المثابرة في الغالب، كما لا يملك موهبة تقديم النفس التي تتطلب منه جهدا كبيرا في المجاملة التي ليست ضمن أدواته، لا يملك الموهوب في العادة الذكاء الاجتماعي الذي يؤلف به قلوب الآخرين حوله، بل على العكس تجده نزقا يهرب من التجمعات مفضلاً الانفراد بموهبته، حيث يشكل له الآخرون مصدرا لتشتيت الانتباه وعدم القدرة على التركيز، وهذه السلبية يمكن تجاوزها واحتواءها من الموهوب نفسه ومن المجتمع الذي يحيط به لو كان هناك مؤسسات مدنية ذات تخصص برعاية الموهوب بشكل حقيقي وليس بشكل وهمي ليس من أجل الموهبة ولكن لمجرد التشدق بأسماء مبان لا ترى فيها أي أثر للموهبة غير اسم المبنى في الخارج، رعاية الموهوبين تحتاج لوعي خاص وثقافة خاصة مع وجود نظام رقابي يثيب ويعاقب حسب الإنتاجية التي تستوجب فتح ملف متابعة لكل موهوب على حدة والتحقق من أنه يسير ضمن المسار الحقيقي لضمان استمرار موهبته وتقدمه فيها، كما يجب علينا كسعوديين تقييم مرحلة رعاية الموهوبين لدينا ويجب أن لا نكتفي بالمشاركة بإبداعاتهم في المحافل الدولية والاحتفاظ بهم لهذا الغرض دون تطويرهم ودفعهم نحو مرحلة جديدة من الموهبة والاختراع وتوفير الدعم المادي الذي يوفر لهم جميع متطلباتهم التي تخص تطوير موهبتهم أو اختراعهم، كل سنة يظهر شباب سعودي يملك مواهبا فذة لانراهم فور مشاركتهم بمحفل للموهوبين سواء كان محليا أو عالميا، لنعترف بأن البنية التحتية لرعاية الموهوبين لدينا ضعيفة بل وضعيفة جدا، ويكفي أن تعرف ذلك بمجرد جولة بسيطة في وسائل التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية من كثرة الموهوبين المتذمرين من التهميش وعدم الاهتمام!