سلمان بن محمد العُمري
المتابع لخطب معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والتي يلقيها منذ أكثر من ثلاثة عقود يلحظ فيها تميزاً في اختيار الموضوع، وتميزاً في تقديم عناصر الخطبة ويأسرك في تناوله للموضوع وانتقائه للمفردات والوصول لذهن المتلقي بيسر وسهولة أكان هذا المتلقي من النخب أو من العامة فهو يخاطب كافة الشرائح بلا تكلف ولا تقعر ولا سجع بل بالأخذ بجوامع الكلم.
وكانت خطبته التي ألقاها حول موضوع: (التعصب) من منبر المسجد الحرام يوم الجمعة الماضي أنموذجاً يجب أن يحتذى، ويقتدى من الأئمة والخطباء، وأنقل لكم مختصراً لمقتطفات من الخطبة كما أوردتها إدارة شئون الأئمة والمؤذنين بالرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي:
1- التعصب حماس أعمى، ومشاعر جارفة؟.. التعصب خضوع مطلق، وسير من غير بصيرة مع الجماعة، أو الفئة، أو الحزب، أو القبيلة، أو الطائفة، أو العرق.
2- التعصب غلو في التعلق بالأشخاص، والتمسك بالأفكار لا يدع مكاناً للتسامح، ولا مجالاً للتفاهم، ولا فرصة للقبول.
3- التعصب ينطلق من تصورات مسبقة في تصنيف الناس والمجتمعات إلى فئات دينية، وعرقية، ومذهبية، وقبلية، وسياسية، وفكرية، ومناطقية، ورياضية، وغيرها.
4- ومن مظاهر التعصب:
- احتقار الآخرين، وتنقصهم، وعدم الاعتراف بأحقيتهم وحقوقهم.
- ومن أظهر مظاهر التعصب تقديم الولاءات على الكفاءات.
5- من أسباب ظهور العصبية:
- التربية والتنشئة الاجتماعية، فمن نشأ في بيئة تغذي العصبية، فإنها تنتج متعصبين.
6- من وسائل علاج العصبية:
- تربية الأجيال في مناهج التربية على التسامح، وحفظ حقوق جميع الناس واحترامهم.
7- وقد قال نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: «من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه» رواه مسلم.
8- وفي الحديث الآخر: «من قُتل تحت راية عُميَّة يدعو عصبية، أو ينصر عصبية فِقْتَلةٌ جاهلية» رواه مسلم.
9- ومن نتائج زوال العصبية:
وكلما تلاشت العصبية من الفرد والجماعة، تعامل الناس بحكمة، وعقل، وعدل، وهدوء، ورحمة، وديانة صحيحة.
وبنبذ العصبية سوف يزول كثير من أسباب الخلاف والنزاع، ويعيش المجتمع بطمأنينة، ومحبة، وأخوة.
هذا موجز ومقتطفات للخطبة التي لا يتسع المجال لنشرها كاملاً، ولما نلحظه من استشراء داء (التعصب) في منتدياتنا ومجالسنا بل وحتى مؤسساتنا العلمية والشرعية، وآمل أن تعمم هذه الخطبة وتدرس في جامعاتنا ومدارسنا وأن يبادر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لطباعة الخطبة في كتيب خاص وتعميم نشرها. فقد وفق معالي الشيخ صالح ابن حميد في اختيار الموضوع وبسطه وهي عادته.