عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) لم يسبق لأي ختام أو احتفال لأي نهاية موسم أو لمباراة نهائية على كأس ملك البلاد، أن شهد فعاليات وحضورا وإثارة مثل ما حدث في النهائي الرائع مساء السبت الماضي في حالة أشبه بالظاهرة، عندما حضر أكثر من 60 ألف متفرج ولم يتبق مقعد واحد فارغ في ملعب الجوهرة المشعة في عروس البحر جدة.
ورغم أن اللقاء كان بين فريقي الاتحاد والفيصلي إلا أن الجميع يشعر أن كل الفرق تلعب وكلها متواجدة خاصة بعد نهاية الشوط الأول، عندما طل قائد الأمة ملك الحزم والعزم وما أن وطئت قدماه أرض المكان إلا والفعاليات قد اشتعلت وهللت فرحاً وابتهاجا بطلته، وبادلهم الشعور منذ وصوله - حفظه الله - وتفاعل مع العرضة السعودية وجميع الفعاليات، واختلط الفرح والدموع بين الحاضر والماضي في ليلة أبدع فيها فنان العرب محمد عبده بمقاطع وأغان وطنية من قديمة وحديثة، مما جعل الجميع يعيش ليلة عرس غير مسبوقة، وتواصلت الفعاليات مع باقي الفرق الشعبية والتي تغنت بحاضر وطن وماضيه العريق.
نعم لقد كانت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة فقد حضر أغلى الناس ملك البلاد وقائد مسيرتها وصحبه الكرام، وما تفاعل والدنا وقائد مسيرتنا في ليلة الختام للموسم الرياضي وتكريم الفائزين والمتميزين ومداعبة الجميع والحديث معهم بابتسامته المعهودة التي دائماً ما تكون حاضرة مع سلمان القلوب، إلا دليل قاطع على أن هذه البلاد تسير على ما أسست عليه فلا فرق بين الحاكم والمحكوم، وكما تغنى به فنان العرب في مقطوعته المشهورة «حكامنا من شعبنا هذا أخو وهذا ابن عم» وكل موسم وبلادنا ورياضتنا بخير.
نقاط للتأمل
- في المساء الاستثنائي كسب الاتحاد ولم يخسر الفيصلي ونقول مبروك للناديين الوصول للمباراة النهائية والشرف بلقاء الوالد القائد الملك سلمان، نعم كسب الاتحاد اللقاء ونال الكأس وأضاف لقبا جديدا لسجل بطولاته، وكسب الفيصلي الوصول للنهائي وتسجل حدث في تاريخه وكسب احترام وإشادة الجميع، وهو يعتبر هذا الموسم الحصان الأسود على كافة الأصعدة وما استمراره في المراكز المتقدمة في سلم الدوري ووصوله للمباراة النهائية إلا أكبر دليل على العمل والجهد والصرف الذي بذلته إدارة النادي ومنسوبوه ومحبوه، والاهم هو الاستمرار والتميز وتقديم الأفضل في المواسم القادمة.
- خرج الأهلي من دور الستة عشر آسيويا ولحق برفيق دربه الهلال الذي غادر مبكراً، وهذا دليل وتأكيد على أن المستوى العام لدينا ليس كما يجب فخروج بطل الدوري ووصيفه مبكراً من التصفيات الآسيوية دليل على أننا نعيش وهم الزعامة القارية ونعيش في أوهام الماضي فغياب البطولة لأكثر من 13 عاما والخروج المتكرر والمبكر للأندية السعودية ومن أندية لا تملك مقومات التميز من جميع النواحي، لهو أكبر دليل على أن لدينا أخطاء وتخبطات يجب معالجتها والاعتراف بالواقع أحد أهم مفاتيح النجاح والعودة للزمن الرياضي الجميل.
- لحق فريق العين الإماراتي بالأندية المغادرة للبطولة الآسيوية مبكرا من دور الستة عشر بهزيمتين ثقيلتين حيث خسر في كل لقاء بالأربعة، والمشكلة أنه بطل الموسم في دولة الإمارات الشقيقة فهو بطل دوري الخليج الإماراتي وبطل كأس سمو رئيس الدولة وكان الأميز ولم يتلق سوى هزيمة واحدة ومع ذلك غادر البطولة الآسيوية من الباب الكبير وبنتائج مذلة، فهل هي ثقافة وظاهرة لأندية غرب القارة تميز وبطولات محلية وفشل وإخفاق آسيوي؟.
- قد تكون المرة الأولى التي تبدأ الأندية استعداداتها للموسم الجديد بهدوء غير مسبوق وبدون ضجيج أو تصريحات أو إعلان عن التعاقدات، فرغم أن اتحاد اللعبة قد سمح لكل ناد بالتعاقد مع 7 لاعبين أجانب إلا أن الغموض والتكتم هي الصفة السائدة لكل الأندية، فلا أحد يعلم ماذا فعلت إدارة الاتحاد أو الشباب حتى الهلال لا تعرف من هو المغادر من سيحل بديلا، والنصر لا حس ولا خبر والأهلي فقط مدرب وبعض الشكاوى من مدرب ولاعبين، أما بقية الأندية فسكوت وهدوء غير مسبوق ولكن خبر بفلوس بكرة ببلاش.
خاتمة: تهنئة خاصة لوالدتي الغالية بالشهر الكريم ولجميع المسلمين ووفقكم الله لصيامه وقيامه والقبول والعمل الصالح والعتق من النار وكل عام وأنتم بخير.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.