محمد المنيف
كما يصلني من معلومات متفرقة ومن مصادر عدة أن الهيئة العامة للثقافة تعمل بشكل هادئ ومنظم ومدروس، بخطوات متتابعة لتحقيق الأهداف التي انشئت الهيئة من أجلها في الأخذ بالثقافة التي تضم في رحمها أشقاء الإبداع (أدباء وشعراء وتشكيليين ومصورين ومسرحيين إلى آخر المنظومة).. عبء لا يعيق رجال حملوا وتحملوا المهمة بعقول شابة وأخرى من أصحاب الخبرة المخضرمين الذين عاشوا مراحل نمو الثقافة..
كل هذا التوجه والتحرك يحمل آمالاً يترقبها أبناء الوطن والمجتمع السعودي مانحاً الهيئة الفرصة والمساحة الزمنية لإعادة علاج أعضاء جسد الثقافة الذي تعرض بعضها للتفكك والترهل والبعض للتغييب. أحدثت بين أفرادها مصادمات واختلافات وخلافات فانشغلوا بها عن إبداعهم..
ما يهمني هنا الجانب الذي عشت بعضاً منه، هي الجمعيات الخمس.. (التشكيلية والمسرحية والفوتوغرافية والخط العربي والكريكاتير) مع اختلاف قدرات كل منها على البقاء، وبقاء جمعية التشكيليين الأكثر حضوراً ولو بأقدام عرجاء وأطراف مشلولة، لعدم وجود الدعم كونها وبقية الجمعيات إقرارها من وزير الثقافة وليست من المقام السامي التي يحق لها به منحها ميزانية، فقد عانيت الكثير وقت تشرفي برئاسة مجلسها على مدى ست سنوات (من 2012 إلى 2018) للحصول على مقر ولجلب الدعم الذي لا انسى في هذا المقام والمقال ما قدمته شركة دهانات الجزيرة من تغطية أكبر وأبرز ملتقى لدورتين بمبلغ مجموعه (450 ألف) ريال.. مع ما تفضلت به شركة الهوشان من تأمين مستلزمات ورش التدريب والمراسم بالأدوات من ألوان وخلافها، كما لا أنسى ما تفضل به الأمير خالد الفيصل من منح الجمعية مقراً مؤقتاً لا يمكن متى يطلب منها إخلاءه، مع ما حظينا به من أرض هي من ممتلكات الوزارة مخصصة لجمعية التشكيليين كما جاء في صكها الشرعي ما زالت تنتظر التفعيل.
هذه الجمعية وشقيقاتها تفتقر للمقرات والميزانيات وتعيش شح الرسوم وجفوة الأعضاء.. مع ما تتلقاه خصوصاً جمعية التشكيليين من أن وزارة الثقافة لا علاقة لها بها سوى بالقرار فهي من جمعيات النفع العام مستقلة مادياً وإدارياً كما جاء في لائحتها.
هذه الفقرة من اللائحة بمثابة رصاصة الرحمة التي قتلت مستقبل الجمعية.