«الجزيرة» - المحرر التشكيلي:
شاركت الفنانة والأديبة سلطانة آل الشيخ في عدد من المعارض والفعاليات الدولية، منها معرض في فيينا في أقدم قاعة تاريخية هناك، ونالت عن المشاركة ميدالية وشهادة تقدير؛ إذ حظيت أعمالها بإعجاب المنظمين والنقاد، إذ كانت متميزة بالحيوية في التنفيذ خطوطًا وألوانًا مع ما تتضمنه من معانٍ إنسانية، جمعت فيها ملامح من إبداعها الأدبي الذي أنهت باكورة إنتاجها فيه بكتاب بعنوان (زمن آسر).
كما حظيت أعمالها بقراءات للعديد من الكتّاب والنقاد العرب في كل محطة تشكيلية تشارك بها، منها ما سطره الشاعر والناقد وباحث الدكتوراه المصري السيد العيسوي عبدالعزيز مدير صالون أمير الشعراء بقراءة حول لوحة (المتناقضات الحميمة)، اخترنا منها ما يأتي: «كمية من الدهشة غير عادية. ما زالت الفنانة سلطانة آل الشيخ ترسل جنيّاتها الساحرات خلف ماء الأعماق في بحار الغيب. نحن أمام عمل في قمة الأناقة والإبداع والتجديف نحو شطآن شديدة الأنوثة والطفولة والخصوصية الملغزة. اللاوعي يلهج بكثير مما لا نفهمه، ولكنا نحسه. هروب ومواجهات ونقاشات وحوار وصمت. هذه اللوحة هي أم المتناقضات الحميمة؛ إذ يختلط الحوار بالصمت، والبشر بالجن، والخلق بالجماد،
والشاطئ بالبحر، والوراء بالماوراء، والفرح بالحزن.. كل هذا في همس آسر، لا نحس له ضجيجًا. التناقض هنا يغدو قانون الجمال الأعمق في تجليات غير مرئية، ومن الصعب بلوغها إلا في ذرى لا يبلغها إلا القلة من البشر، بل من الفنانين ذوي الحساسية الفائقة. تكوينات روحية مدهشة.. لوحة هي عبارة عن لوحات متداخلة في غاية التعبيرية والأناقة. اللوحة دائمًا أكبر من التحليل، وأكبر من حركة العين. الإيقاع فيها ناعم ومتلاحق الأنفاس معًا، يقف ويسبقنا في الوقت ذاته. كل هذا الحشد حيث النظام جنب اللانظام. مواجهات كثيرة، وعصا ترحال، وعوالم مجهولة لا تكف عن التشكل».