علي الصحن
انفض السامر، وأرخت المنافسات سدولها، وانصرف الجميع إلى الراحة - بانتظار مشاركة الأخضر المونديالية المرتقبة - ومتابعة الأحداث الملتهبة خارج الميدان، بعد تنافس لافت داخله، وطار الكبيران (الهلال والاتحاد) باللقبين الكبيرين، بعد موسم متقلب شهد متغيرات عدة، وإثارة منقطعة النظير حتى النقطة الأخيرة في سطور صفحته.
في مرحلة ما من الموسم بدا أن الهلال في طريقه لتحقيق فوز سهل بلقب الدوري، تقدم على منافسيه بفارق كبير، ولديه مواجهات مؤجلة أيضاً، لكن الفريق تراجع فجأة، وبدأ يهدر النقاط، كان الأمر مزعجاً لأنصاره والقائمين عليه لدرجة قطع حبال الود مع مدربه رامون دياز في خطوة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنه - تعثر الهلال - كان في مصلحة الدوري والمنافسة فقد عادت الإثارة، وانتعشت آمال الأهلي، قبل أن يلملم الهلال أوراقه وينجح في حسم الأمر في النهاية.
تقاسم الهلال والاتحاد غلة الموسم، في نسخة ثانية لما فعلاه في الموسم الماضي، وأكدا من خلال نتائجهما أن الفرق الكبيرة لا تتأثر بالظروف، وأنها تستطيع أن تتعامل مع كل ما يحيط بها بكفاءة من أجل الخروج بأعلى أرباح أو أقل خسائر، وبما يجعلها تواصل حضورها وتضمن كتابة اسمها على لائحة الشرف كل عام.
حقق الهلال بطولة الدوري وأخفق في النهائي الآسيوي وفي كأس الملك وفي الدور التمهيدي من دوري أبطال القارة، يبدو أن صناع القرار في النادي قد وجدوا في ظل ما يتعرض له الفريق من ظروف وغيابات وإصابات أن يتم التركيز على بطولة الدوري، وتأجيل الطموحات الأخرى حتى حين.
من المهم في مثل الظروف التي تعرض لها الفريق، وتعرض لها غيره، أن يتم تحديد الأهداف والأولويات بشكل جيد، وأن لا يتم التوسع في الطموحات حتى لا يضيع كل شيء، وأن يكون التركيز للوصول إلى نقطة معينة، ثم النظر في الأمور الأخرى. إن غياب التركيز وضعف التخطيط أمران يبعثران عمل الإدارة، ويهدران جهودها ويقللان من فرص تحقيق النجاح في عملها.
وحقق الاتحاد كأس الملك، بعد أن حل في مركز لا يتناسب مع تاريخه في الدوري السعودي، وجاء المركز (التاسع) ليزيد من الضغوط على الفريق والقائمين عليه من أجل إنقاذ موسم الفريق، وتعويض مدرجه عن الموقع المخيب للآمال في الدوري، وكانت النهاية سعيدة للاتحاديين الموعودين بموسم مختلف مع إدارة ناديهم الجديدة.
لم يكن وضع الأندية السعودية جيداً في النسخة الحالية من دوري القارة، خرج الهلال على غير العادة مبكراً، فيما كان حضور الأهلي جيداً في الدور الأول، في نهاية دور الستة عشر كان الأهلي يرافق الهلال إلى خارج المنافسة.
العمل هذه الأيام في الأندية مختلف في ظل إداراتها الجديدة، والجماهير تؤمل بحضور لافت يفي بالوعود في الموسم القادم، ورحى المفاوضات تدور في غير موقع، والناس تترقب من يوقع ومن ينتقل ومن يغادر إلى الأبد، وتنتظر قوائم الأندية بعد تقليص أعداد قوائمها، لمعرفة من يبقى ومن يترك المكان إلى موقع آخر.
وكما يحدث في كل عام ينصرف بعض صناع القرار في الأندية إلى صرف الوعود الباذخة بموسم مختلف وبالفريق الذي لا يهزم، وبالنجوم الذي يصنعون الفارق ويعيدون كتابة التاريخ، فيما يأمل أنصارها أن تصدق الوعود، وأن تشاهد أسماء عليها القيمة في الفريق، وأن يكون هناك عمل حقيقي، ونجوم حقيقية، وقدرة على المنافسة الفعلية على البطولات.
يتوقع بعض المراقبين موسماً ملتهباً بعد ثلاثة أشهر، ويسندون توقعاتهم بتحضيرات الأندية وما ينتظر من إداراتها ولا سيما الجديدة منها، ويخشى آخرون من تكرار حكاية صيف، حيث تنشر الأماني بلغة الوعود، لكن الحقيقة ما تلبث أن تظهر عندما تشتد المنافسة، فلا جديد عن حكاية كل موسم، فالمتنافسون هم المتنافسون والألقاب لا تخرج عن عباءة الأبطال الذين تعودهم الشارع الرياضي.... فهل يجد جديد يغير المعادلة؟؟
خاتمة:
اليوم غرة شهر رمضان المبارك، أسأل الله للجميع القبول والرحمة والغفران والعتق من النار، وأن يجعلنا من صوامه وقوامه، وكل عام وأنتم بخير.