مها محمد الشريف
يفخر البشر بمنجزاتهم التي تجعل الحياة أقرب إلى حقيقة التطور، وإذا أردنا أن نصل إلى دلالة هذا التطور المرتبط بالتقنية علينا إحصاء الجهود المبذولة من رجال الوطن المخلصين وعملهم الدؤوب، فكل وسائل التقنية التي نعيشها ولدت من تأملات تحققت وتجلت في ليلة أسطورية من ليالي الرياضة السعودية توجها حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.
فإذا أردنا أن نصف تلك الليلة أو نكتب عنها يلزمنا فهم ما هو أساسي في ذلك الحضور الثري، والعلاقة القوية بين الحاكم
والشعب وعلينا أن نعي دور الإنسان أيضا في الحياة وتقدمه على الآلات والأدوات وحركتها وسيرورة نمطها المتكرر، فالإنسان يتكون إبداعه حسب متغيرات حياته وما يصادفه من ظروف وفترات زمنية مختلفة، فيظل الإبداع وظيفة بيولوجية مكتسبة يضفي على الوجود مزيداً من التفاؤل والتقدير لما تقدمه حكومة المملكة من إنجازات ضخمة مبهرة شاهدها العالم.
وفي ظل هذا الازدهار للتأملات والآمال التي يعيش الفرد بها والتي تحققت على أرض الواقع، وهكذا، فإن التأكيد على هذا التطور يكون الإنسان مرتبطا بالتقنية ارتباطاً وثيقاً، ويشعر برغبة عارمة لهذه التقنيات التي شاهد أضواءها وألوانها المبهرة في ملعب الجوهرة بمدينة جدة في المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين والتي توج نادي الاتحاد فيها بطلاً، فقد أذهلت الحضور ووسائل الإعلام والمشاهدين خلف الشاشات، وكان لها تأثير على وجوده الطبيعي والقيمي فإذا أخذنا بهذا القول نستخرج الثروات التي تكمن داخل كل فرد، ونستثمر من خلالها أن لا عقلانية للطموح، ويجد الجميع حتماً إجابات لكل التساؤلات عن هذا الازدهار والنقلة الكبيرة في جميع المجالات في مملكتنا، ويرى الكل الآفاق التي تفتحها الحياة أمامه بوضوح، لكي تقوده إلى فاعلية علمية وتقنية ورياضية وفنية.
فكل حقبة من الزمن محكومة بواقعها ومعاييرها ومفاهيمها، وبذلك تتكيف المجتمعات والحشود على نظامها وسلوكها المألوف وتمسكهم بها يؤسس حياة تتواتر أحداثها بانتظام، ويتقبل المجتمع كل ما هو حديث وجديد لوجود وعي وإدراك يتقبل التطورات بكل أنواعها أملاً في الوصول لمصاف الدول المتقدمة تقنياً.
كما أن الإصلاحات لم تقتصر على الاقتصاد بل امتدت لتشمل المحيط الاجتماعي والتي لا تقل أهمية عن الاقتصاد، بل إنها ركيزة الوطن وأساس التطور ووجه الحضارة الاقتصادية والسياسية والثقافية.
فالعمل والعزيمة توجدان مقراً رئيسياً للاستقرار وسوقاً رائجة تتطور جيلاً بعد جيل وتتفوق في المنافسة وفي القرارات الاستثمارية، وسيذكر التاريخ هذه الإنجازات العظيمة والعقول التي عملت بجد واجتهاد لصالح الوطن والمواطن وابتكرت الحلول والاستراتيجيات لمستقبل زاهر وحياة كريمة للشعب.
إن العصر الحديث يفرض الاندماج ويحث على التغيير لمقاومة خطر الركود، فمن بديهيات هذا العصر لا يخضع للتحديات بل يتجاوزها ويتزامن الإنسان مع ما يدرك من متغيرات كما حث عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فالبرهان على هذه الحقائق يرغم على التفاعل أملاً في حاضر مكتمل وليس النظر إلى ماض لا يعود، ففي حين تتنوع التقنيات وواقعها المبهر يؤسس الفرد علاقة هادفة مع هذه التقنيات المرتبطة بالواقع ارتباطاً كلياً وليس جزئياً.