إبراهيم بن سعد الماجد
هذه حقيقة لا أماني نسود بها بياض الورق، كل منصف وصادق يوافقني على ذلك ويعلم أنها لم تنهزم مرة في تاريخها، حاك لها المتربصون وكاد لها الكائدون وخطط لهزيمتها الخائنون، بذلوا المال ودفعوا الرشاوى، وحزّبوا الأحزاب، ومع كل ذلك كانت تنتصر.
النصر لا شك أنه من عند الله {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} ونصرنا يقيناً جاء من الله، وما ذلك إلا لكوننا لا نسعى لظلم إنسان، ولا نطمع في أرض جار، ولا نخطط لأذية مسلم، بل إننا كثيراً ما نتنازل عن حق صريح لنا طمعاً في خير الناس ورغد عيشهم، وشواهد ذلك كثيرة، ولأننا حماة مقدساته، وخدام ضيوفه.
لنقف قليلاً أمام أذية ملالي إيران منذ العام 1979 وحتى هذه اللحظة، قاموا بشتى أنواع الإيذاء، وأفسدوا في الأرض، بل ووصل حقدهم وبغضهم لعموم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وشاهد ذلك جرائمهم في المشاعر المقدسة، حتى بات وجودهم يعني الكثير من التوتر لدى جميع حجاج بيت الله الحرام، مع كل هذا كانت المملكة تتعامل معهم بحلم قس بن ساعدة، بغية وحدة الأمة وعدم شق صفها.
اليوم يأتي قرار الرئيس الأمريكي الذي أدركت إدارته أن ملالي طهران يعدون خطراً على السلم العالمي، وأن حسن الظن بهم يُعد غباءً قد يعود على العالم بأسره بالدمار والخراب، لتنتصر بلادي مجدداً ومن خلال وعي العالم بمطالبنا المشروعة.
تنتصر بلادي بالحق ومن أجل الحق والسلم العالمي، لا من أجل الهيمنة أو التعالي على الشعوب والدول، فلم نكن يوماً إلا دعاة سلم لا دعاة حرب، ولكن إذا قُرعت طبول الحرب فنحن فرسانها دفاعاً عن ديننا ومقدساتنا وأرضنا.
بلادي تنتصر..نعم تنتصر وتواصل الانتصار رغم أنوف البغاة والمعتدون، لأنها دولة سلام ديناً وسياسة، لا جبناً وخور.
المؤسس عندما خاض معارك التوحيد كان يتعامل مع خصومه لحظة الانتصار معاملة الأخوة، فيكرمهم ويقربهم ويشيد بشجاعتهم كونهم طلاب عز ربما أخطأوا طريقه، وهذا قمة الانتصار.
بلادي تنتصر ومعها أمة المليار ونصف على دعاة الفوضى والدمار والشتات ملالي الشر وسادة الأشرار، وسنواصل بإذن لله الانتصار على كل شرير وأفاك، وسنقطع دابرهم ونستأصل شرورهم مهما تقووا ومهما تجبروا فإن للباطل جولة وللحق ألف جولة.
قرار الرئيس الأمريكي تجاه إيران لم يكن مجاملة للمملكة ولا لعموم المنطقة، ولكنه جاء في المقام الأول من أجل السلم العالمي الذي باتت إيران مهدداً رئيساً له.
هنا تنتصر بلادي من أجل العالم بأسره ويحق لنا أن ننتشي بهذا النصر الذي نسأل الله أن يجعله بداية سلام يعم منطقنا والعالم أجمع.