عثمان أبوبكر مالي
عبارة رددها كل الشباب والرياضيين، بل رددها المجتمع صغارًا وكبارًا، وهم يردون لقائد الأمة ووالد الجميع، خادم الحرمين الشريفين، تحيته الأبوية وهو يلوح بيده الكريمة مساء السبت الماضي لأبناء شعبه و(عائلته الكبيرة) الأسرة السعودية، وقد توزعت على جنبات استاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - محتشدين ليشهدوا ختام وآخر الموسم الرياضي الاستثنائي (2017 - 2018م) الذي كانت نهايته (كالمعتاد) اللقاء السنوي الكبير بين قائد الأمة وشعبه، الوالد الحنون وأبنائه الشباب والرياضيين في العرس الرياضي الكبير، مباراة نهائي كأس الملك - حفظه الله -.
اكتست (الجوهرة) في حضرة التشريف الكبير بحلة زاهية ورونق باهٍ وجمال أخّاذ، واحتوى النهائي على (إضافات) جميلة، وتابلوهات مرفهة، وقُدمت فقرات مفاجئة ومبهجة بتلقائية مقصودة من أجل الفرح والسرور، أكسبته تميزًا وفخامة، وحوّلته إلى بهجة ومتعة، وميزته بالإعجاب والمشاركة.. فكان النهائي لقاء بين القمة والقاع، (انصهر) فيه الجميع في بوتقة من الحب والولاء والحفاوة والترفيه والسعادة، ورسمت الأجواء فكوَّنتها بالفعل ليكون ختامها مسكًا.
على المستطيل الأخضر في المباراة المنتظرة مثَّل الفريقان (الاتحاد والفيصلي) الرياضيين والكرويين خير تمثيل، وكانا في الموعد، واستحقا أن يكونا (سفيرَيْن فوق العادة) بعد أن لعبا مباراة كبيرة وجميلة وقوية ومثيرة للغاية، ارتقت إلى مستوى الحدث والمطلوب والتشريف الكبير، ولم يكن هناك خاسر؛ إذ كسب الفيصلي، وفاز الاتحاد وحصد الكأس؛ ليجعل هو الآخر من موسم عانى فيه الكثير (ختامه مسكًا).
كلام مشفر
- الرياضيون في بلادنا محظوظون جدًّا جدًّا - ولله الحمد -.. محظوظون بمثل هذا التشريف العالي في ختام الموسم من الوالد الكريم، ومحظوظون من قبل ومن بعد بالاهتمام الكبير المتزايد خلال هذا العام، والواضح جدًّا في كل الفعاليات والبرامج والمسابقات والأنشطة الرياضية التي شهدتها الملاعب والساحات والميادين الرياضية.
- محظوظون أيضًا بالثقة الكبيرة التي مُنحت لقيادتهم، القيادة الرياضية التي تعمل وتسابق الزمن بخطوات واسعة من أجل استعادة (المارد الأخضر) حضوره القوي، وإعادته إلى موقعه الطبيعي في المحافل الدولية، والأروقة العالمية، حضورًا وفاعلية كسهم قيادي رياضي.
- شكرًا من القلب نقولها لمعالي المستشار رئيس هيئة الرياضة ووكلائه ومساعديه ومستشاريه وكل فرق عمله.. ألف ألف شكر.. وبصراحة (وجهكم أبيض).
- ما أجمل أن تأتي بدايتك ودورك وخطواتك الأولى في موقعك الجديد وسط أكاليل من الورود وشلالات من الأفراح وأمواج من السعادة تغمر الجميع، وتجتاح الكل في المحيط الذي تحبه وتعشقه، وكنت تتابعه وتدعمه، وجاء الوقت لتكون قائده ورجله الأول وسط كمٍّ من الابتهاج والفرح والاستقبال الكبير.
- ما أجمل أن يستقبلك (الرجال) الذين أصبحت قائدهم بإنجاز يبث السعادة والثقة وحُسن الظن، ويعلي المعنويات، ويرتقي بالطموحات، ويرفع الآمال بالذهب والانتصار، وعودة البهجة والفرح والابتسامة إلى وجوه جميع من يحبون ومن ينتمون للكيان الذي أصبحت قائده الأول.. هنيئًا لك يا (نواف المقيرن)، ووفقك الله، وسدد خطاك.
- دائمًا أذهب مع عبارة (لكل شيخ طريقة).. وهو ما قفز أمام عيني فور الإعلان عن إدارة نادي الاتحاد الجديدة برئاسة أبي ناصر.. تشكيل المجلس من عدد محدود وبأسماء فخمة يعني أنه قد يطبٍّق أسلوبًا مختلفًا ونهجًا مؤسساتيًّا، يعتمد على فرق (تنفذ) العمل بالسياسة المرسومة لتحقيق الأهداف المنتظرة.
- سقف الطموح ارتفع كثيرًا عند المشجع الاتحادي بعد الفوز بالبطولة الغالية، وقبل التغييرات (الفنية) المنتظرة في الفريق، التي (ستبني) خطوطه من جديد، وتقوي صفوفه، الكأس انتظرها الاتحاديون جميعًا لمداواة الجراح، واستعادة الأفراح والازدهار تأهبًا لعودة فريق الأمجاد والبطولات وسفير الكرة السعودية (الحقيقي) إلى المسرح الآسيوي مشاركًا مهمًّا وأساسيًّا وليس بديلاً أو ملحقًا.
- الإدارة التي تأتي للعمل في نادٍ رياضي ـ أي إدارة ـ وتنشد النجاح والسير بنهج عملي وواضح لتحقيق أهدافها مطالبة بأن تكون جريئة وقوية (من البداية)، وخطواتها وقراراتها تعتمد نهجًا مرسومًا، ولا تلتفت لمحاولات (الوصاية) أو فرض قناعات عليها، سواء من الإعلام؛ فقناعاته قد تقوم على المصالح.. أو من المدرج؛ فقناعاته غالبًا عاطفية.
- بداية وبذرة فريق قادم ليكون في قائمة الفرق التي تملك القدرة والطموح و(شخصية البطل)، صنعها فهد المدلج ورفاقه في مجلس إدارة فريق الفيصل، وصادق عليها كل محب ومتابع لكرة القدم ومنصف وهو يشاهد ما قدمه (سفير المجمعة) في النهائي التاريخي الذي خاضه في الجوهرة، حتى وإن اكتفى بأن يكون (وصيف بطل كأس الملك) و.. طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.