الدمام - سلمان الشثري:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية أن بلادنا منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- آمنت بأن الإنسان هو ركيزة التنمية وأساسها العظيم، وأن الأمم لن تتقدم إلا بالعلم والمعرفة والممارسة، فذللت ووفرت المصادر ونشرت المعارف واستقطبت الكوادر المؤهلة لتعليم وتدريب أبنائنا وبناتنا والارتقاء بهم في شتى المجالات التقنية والمهنية والفنية، وقد شهدنا ثمار هذا الاهتمام من خلال النجاحات المتتالية والابتكارات المتجددة والأبحاث العلمية المتميزة، التي حققها أبناء هذا الوطن على كافة الأصعدة والميادين والتي ساهمت أيضاً، وستسهم بمشيئة الله، في تنمية مجتمعنا، والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة بتمكنٍ واقتدار.
جاء ذلك خلال كلمة سموه أمس الأول في حفل تخريج الدفعة الثلاثين من كلية التقنية بالدمام البالغ عددهم 1000 طالب في الصالة الخضراء بالدمام.
وقال سموه: إن النهضة الشاملة التي تشهدها بلادنا ليست وليدة الصدفة، بل هي بعد فضل الله نتيجة طبيعية للجهود المخلصة والنظرة الثاقبة والتخطيط السليم ودعم الدولة السخي المتواصل لمسيرة التنمية ولمسيرة التعليم والتدريب بصفة خاصة، وكل هذا يأتي في إطار القناعة المطلقة لدى قيادتنا الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بدعم مؤسسات التعليم والحرص على نوعية مخرجاتها إنما يعد إحدى أولويات خطة التنمية.
وأضاف: إن الكليات التقنية في المملكة قد حققت الكثير من الإنجازات في مسيرتها الزمنية القصيرة تمثلت في جهد متميز في افتتاح تلك الكليات بأقسامها التدريبية المختلفة وإعداد البرامج التدريبية المناسبة ودعم مجالات التدريب والابتكار وإكساب المهارات للملتحقين بها ودعم المجالات البحثية التقنية والمهنية وخدمة المجتمع، وكانت تلك المسيرة انطلاقة واعدة ورغبة صادقة في تحقيق رسالتها ورؤيتها بإعداد كوادر وطنية فهي معنية بتخريج جيل متسلح بالمهارة اللازمة التي تجعل منه جيلاً يؤمن بأن له دورًا مهمًا في بناء وطنه، وفي الحفاظ على منجزاته، وهذا يوجب علينا مسؤولية توجيه الشباب التوجيه السليم الذي ينطلق من مبادئ الدين الحنيف بعيدا عن مظاهر التطرف والغلو وتحصينهم ضد كل ما شذ فكرًا وعقيدةً وسلوكًا، ليتحقق للجميع سلامة الوطن واستمرار مسيرته واستقراره مع تبصير الناشئة بمنطلقات شريعتنا السمحاء وبأن نكون صفًا واحدًا خلف القيادة الحكيمة.
ووجه رسالة لأبنائه الطلاب قائلاً: بشعور الأب المحب لكم أقول هنيئاً لكم تجاوز هذه المرحلة التدريبية الهامة من حياتكم العلمية والمهارية، وأبارك لكم تخرجكم من هذه الكلية العريقة، وآن الأوان لرد جميل هذا الوطن الغالي الذي قدم لكم الكثير، وأوصيكم أبنائي بأن مفاتيح النجاح لا تتحقق إلا بالتوكل على الله حق توكله، ثم بالعمل الجاد الصادق والمتقن، والتطوير المستمر للمهارات والمعارف، والثقة بالنفس، كما أن المنافسة في سوق العمل لا تَعرف إلا روح المبادرة والإصرار على النجاح والتميز، فالفيصل هنا يتجسد بالعطاء الصادق والأداء المتميز، فالآمال معقودة عليكم، وطموحنا بكم لا حدود له.