«الجزيرة» - المحليات:
ناقشت اثنينية الحوار الوطني دور الأسرة في التنشئة الحقوقية للطفل؛ وذلك بمناسبة يوم الأسرة العالمي، وذلك من خلال ثلاثة محاورين، هم: الزميلة سمر المقرن الإعلامية والكاتبة في «الجزيرة»، ود. ماجد العيسى المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني، ود. وفاء الطجل المستشارة التربوية في تعليم الطفولة المبكرة. وقد أدارت الحوار الأستاذة آمال المعلمي مساعد الأمين العام في مركز الحوار الوطني عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان. وتناول المشاركون دور الأسرة في التنشئة الحقوقية للطفل، خاصة في ظل الثورة التقنية والرقمية.
واستعرضت الكاتبة الصحفية سمرن المقرن تجربتها كأم لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بمتلازمة داون، وقالت: أرى أن التسامح من أهم حقوق طفل الاحتياجات الخاصة. مشيرة إلى أن التسامح هو الأرضية التي تبنى عليها بقية الحقوق، والتسامح استثمار إنساني في عالم الخوف والرعب والإرهاب، والتسامح هو الغريزة الإنسانية.. ويبدأ التسامح في المرحلة الأولى من الطفولة، ومع الآخر، وقبول الآخرين وذوي الاحتياجات الخاصة، لا أن نشعر بأنهم أشخاص مختلفون وهم عبء على الأسرة والمجتمع.. فذوو الاحتياجات الخاصة هم مواطنون، لهم حقوقهم في التعليم والصحة والتأهيل ومجالات المجتمع كافة.
وقالت سمر المقرن: فمتى كانت الأم مؤمنة بحقوق الطفل ستنتقل هذه المشاعر إلى ثقافة أخرى، ومتى ما كانت الأم فخورة بهذا الطفل ستنتقل مشاعرها لكل مَن حولها؛ وبالتالي إلى المجتمع بشكل عام. ومتى كانت الأم حزينة بهذا الطفل فهذه المشاعر سوف تنتقل مباشرة إلى مَن حولها، ومن ثم إلى المجتمع.
من جانبه، تطرق د. ماجد العيسى إلى أهمية وعي الأسرة بحقوق الطفل، مبينًا أنه في ظل الثورة التقنية علينا أن نتخيل كم يقضي أبناؤنا في اليوم وقتًا مع وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها. لافتًا إلى أن لذلك أثرًا بالغًا على تنشئتهم وحياتهم.. وهذا يحتم على الآباء والأمهات الوعي بهذه المسألة، ومراقبة المحتوى الذي يتلقونه بما لا يؤثر عليهم سلبًا.
وطالبت الدكتور وفاء الطجل بضرورة وجود برامج تأهيلية للوالدين وحقوق الطفل منذ وقت مبكر، مبينة أن كثيرًا من الفتيات في أعمار بين 15 و17 سنة لا يعرفن حقوق الأمومة على الرغم من أنهن مقبلات على تولي مهمة حساسة؛ لأنهن غير مهيَّآت للتعامل مع هذه المرحلة.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الله الفوزان الأمين العام لمركز الحوار الوطني في مداخلة بالندوة حول أهمية حقوق الطفل أن الشريعة الإسلامية رسخت هذا الأمر منذ وقت مبكر، وذلك من خلال الحرص على اختيار الأبوين لبعضهما، وضرورة وجود مواصفات خاصة بهما. كما تطرق الفوزان إلى الثورة التقنية والإعلامية، ودور الوالدين في تعزيز ثقافة الأبناء الحقوقية، موضحًا الفرق بين الوصاية على الطفل وإتاحة الفرصة له للاختيار وسط ضوابط وتوجيه غير مباشر.