سمر المقرن
أشعر بكثير من التقزّز وأنا أرى من يُجاهر بعنصريته ويتبجّح بها، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى عبر بعض القنوات الإعلامية. لا يمكن أن يتواكب هذا الفكر مع المرحلة المتطورة التي نعيشها في الوقت الراهن، فنحن الآن نتجاوز كثير من العراقيل والصعاب التي تم وضعها في طريقنا في الماضي، ونتجاوز الزمن الذي تعطّل في مرحلة من المراحل، والمنهج العنصري الذي يحاول - بعضهم- تأجيجه والمؤلم أنه باسم «الوطنية» وهو بعيد تماماً عن أي مشاعر وطنية، بل هي سلوكيات ضد الوطن، وسلوكيات لا تريد سوى تعطيل الوطن عن المضي في الإنجازات والتغيير الفكري والثقافي، هذه المجموعة التي تؤجج نيران العنصرية لا تريد لهذا الوطن خير، بل هي مجموعة تعمل بطريقة خفيّة لتعطيل مساعي التغيير الفكري والاجتماعي!
هذه المجموعة الناشطة في مواقع التواصل الإعلامية ولها ظهور في بعض القنوات الإعلامية، تستخدم مصطلحات تجاوزها الزمن، ولا تليق هذه المصطلحات أن تُقال مطلقاً، سواء بحق إخوتنا العرب ممن عاشوا معنا وقاسمونا بناء هذا الوطن، أو بحق أبناء الوطن نفسهم ممن يطلق عليهم هؤلاء لفظ (مجنسين)، لا يُمكن لابن الوطن الأصيل أن يكون ناكراً للمعروف، ويتعامل بأسلوب غير أخلاقي ولا إنساني مع جنسيات أخرى باسم «التوطين» أو «السعودة» وغيرهم، فهذا الوطن وخيراته تتسع للجميع، ويظل الأفضل والمؤهل هو الأولى والأحق في المكان الذي يستطيع أن يقدم من خلاله إضافة تخدم مصلحة العمل ومصلحة هذا الوطن.
أقولها بصدق، أنا كفرد في هذا المجتمع ماذا أستفيد من إنسان ليس له سوى «لسان» يجوب به مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، ولا يقدم لهذا الوطن شيئاً سوى تأجيج العنصرية، بالمقارنة مع إنسان مؤهل تأهيل عال ووجوده يخدم المصلحة العامة لكنه غير سعودي، هذا الشخص يخدم وطني ويقدم له ما يحتاجه في رفع عجلة النمو، بينما الأول هو عنصر فعّال في تأجيج السلوكيات السلبية داخل المجتمع؟!
إن ما أراه من حملات يقوم بها أشخاص تافهون لا وزن لهم، سوى بجمع الفارغين أمثالهم، والهجوم على كل من لا يقبل بوجود أفكارهم الجوفاء، كل هذه الأمور تحتم أن نرى قانوناً يُجرّم هذه الأفعال مع آلية واضحة يمكن من خلالها أي متضرّر حتى لو لم يمسه الموضوع شخصياً، أن يلجأ إليها، وفي الحقيقة المتضرّر ليس بالضرورة أن يكون الضرر عليه مباشراً، بل الضرر على الوطن هو ما يجعل هذا الأمر يمسّنا جميعاً!