محمد بن علي الشهري
بين المبالغة في الطموح وبين (الهياط) خيط رفيع، أعني الطموح الذي لا ينطلق من حيثيات ومن مقومات وقدرات ملموسة، كما هو الحال بين التفاؤل والتشاؤم (جعلنا الله وإياكم من المتفائلين بالخير دائماً).
ذلكم أن الذاكرة ما تزال تحتفظ ببعض السيناريوهات والتصورات التي تم تداولها إعلامياً قبيل الدخول في معترك مونديال (كوريا واليابان) إلى درجة تحديد المنتخبات التي سنكسبها، والأخرى التي سنتعادل معها، وتلك التي يمكن أن نخسر في مواجهتها، هذا عدا التصريح بأنه لا يفصلنا عن المنافسة على الكأس سوى عشر سنوات، فكان ما كان، والسبب أننا اهتممنا بوضع التصورات والسيناريوهات وأغفلنا الأهم وهو تحضير وإعداد المنتحب من جميع الجوانب، والتي من أولاها وأهمها العمل على نزع رواسب الزوبعة التي حدثت على هامش نهائي الدوري من أذهان اللاعبين لكي يكونوا على قلب رجل واحد!!.
الداعي لما ورد أعلاه ونحن مقبلون على خوض غمار مشاركتنا المونديالية الخامسة في روسيا.. هو أنني أسمع وأقرأ بعض الطرح الذي يشبه ذاك الطرح الأجوف المتداول إبّان مونديال كوريا واليابان، إلى درجة المطالبة بما هو أبعد من بلوغ المرحلة الثانية من المونديال، حتى إذا حدث العكس (لا قدّر الله) عدنا لممارسة اللطم وجلد الذات وتوزيع اتهامات التقصير يمنة ويسرة؟!.
والذي يتضح أن هناك من لم يستوعب معنى الدعوة إلى تشجيع ودعم الأخضر في مهمته المونديالية إما جهلاً أو تجاهلاً؟!.
فالدعوة إلى دعم وتشجيع المنتخب، لا تعني خلط الأمنيات والأحلام بالمنطق والواقع، ولا تعني تحميل الأمور أكثر وأكبر مما تحتمل، كذلك لا تعني مطالبة نجومنا بما يفوق قدراتهم وطاقاتهم، وأن يتحولوا بين عشية وضحاها إلى (سوبرمانات).
بمعنى أن الدعوة إلى مساندة الأخضر تقتضي احترام الفوارق الكبيرة والكثيرة دون إفراط ولا تفريط، وأن تكون مطالباتنا منطقية وغير مبالغ فيها، كأن نطالب نجومنا ببذل أقصى ما يمتلكونه من جهد ومن قدرات في سبيل الظهور بالمظهر المشرف، وهنا مربط الفرس.
وفق الله أخضرنا في مهمته.