علي عبدالله المفضي
يقال: (إن الناقد يكتب بوعي عما يكتبه المبدع بلا وعي) إذاً فالعمل الإبداعي وخاصة الشعر من الأجمل أن يُكتب بمزيج من الوعي واللا وعي وأذكر أن أحد الشعراء يقول: أتمنى ان يأتي من يصورني بغير علمي أثناء كتابتي لقصيدة ما إذ أنني حينما أبدأ بالكتابة أنفصل عن الواقع الذي أعيشه والزمن الذي أقضيه والمراحل التي تمر بها القصيدة أثناء كتابتي لها.
وأظن أن الشاعر بحاجة إلى ذلك الانفصام عن جزء من وعيه ليعطي للمبدع في داخله أن يمتزج ويتداخل مع مشاعره وخيالاته مستبعداً الرقيب الذي قد يقسد في أحيانٍ كثيرة التلقائية والانسجام أثناء احتدام المشاعر والخيالات والأحاسيس والرؤى كما هي في مواقد النفس ليكون مجرد ناقل أمين يكتب أو ينقل ما تمليه عليه الحالة التي يعيشها، ومن أجمل حالات ذلك الانفصام أنه بعد انتهائه من الكتابة يقرأ نصه كقارئ محايد وناقد منصف ليُعمل قلم الناقد ويترك له الحرية الكاملة أن يغير ويعدل ويبدل في النص كيفما يشاء.