أبوظبي - واس:
بدأت أمس أعمال الدورة الثانية من قمة «بيروت إنستيتيوت» في أبوظبي بعنوان «نحو هيكلة بناءة لاندماج المنطقة العربية في المستقبل العالمي النامي»، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عضو مجلس الإدارة في «بيروت إنستيتيوت» ومعالي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة نورة بنت محمد الكعبي، ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف راشد الزياني، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبمشاركة أكثر من 200 شخصية عربية ودولية بارزة من مختلف أنحاء العالم.
وأكد الأمير تركي الفيصل في كلمته الافتتاحية للقمة أن هذه القمة تكتسب أهميتها من كونها تأتي في فترة حساسة تشهد فيها المنطقة تحولات تاريخية متسارعة على المستويات التقنية والجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقال: «إننا اليوم في تحول مستمر ليس فقط في منطقتنا إنما في العالم أجمع وبالتالي إن استطعنا أن نسلط الضوء على هذه التحولات ومتابعة أهدافها ربما نستطيع أن نصل إلى حلول لما نعاني منه من تحديات ومشاكل في هذه المنطقة».
وأعرب سموه عن شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة على استضافة هذه القمة، مؤكداً أن الإمارات رائدة التحول في المنطقة. من جانبها أشادت الوزيرة الكعبي بقمة «بيروت إنستيتيوت» لدورها المحوري في استكشاف التحولات الإقليمية في العالم العربي ومناقشة مختلف المستجدات السياسية والاقتصادية والأمنية لإعداد خريطة طريق ترسم المستقبل لهذه المنطقة. وقالت في كلمتها خلال القمة: «إن دولة الإمارات تحتفي هذا العام بالذكرى المئوية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - الذي أسس الإمارات على قيم التنوع والتسامح والخير فرسم سياسات وخط نهجاً فريداً نحن أحوج ما نكون له في منطقتنا العربية حتى نعيد الأمل لملايين الشباب ونرتقي بجودة حياة الشعوب بعد أن عانت المنطقة من الترهل والركود والضبابية خلال السنوات الماضية.
وأضافت معاليها أن المنطقة العربية تمر بظروف دقيقة تستوجب من المسؤولين وصانعي القرار إعداد رؤية استراتيجية واضحة المعالم ترسم المستقبل وتمكن الشباب وتثقف المجتمع وتقضي على الفكر الظلامي المتطرف والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة على اختلاف مسمّياتها. وأشارت معاليها إلى أن العالم يتقدم بوتيرة متسارعة في ظل تطور تقني هائل يحتم مواكبة ذلك والعمل لتنمية مواهب وقدرات شبابنا ومنحهم المساحة الإبداعية اللازمة للابتكار. وشددت معاليها على أن الاندماج في المستقبل العالمي النامي لا يتوقف على الجانب الاقتصادي والتنموي بل يتعداه إلى الجوانب الثقافية والإنسانية.
من جهتها أعربت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ»بيروت إنستيتيوت» راغدة درغام عن الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على استضافة قمة «بيروت إنستيتيوت» للمرة الثانية مشيرة إلى أن هذه المؤسّسة الفكرية منبثقة من المنطقة العربية كما أنّ لها بعداً دولياً. وكان اليوم الأول من القمة استهل بجلسات الحلقة السياسية المستديرة رفيعة المستوى، وهي جلسات مغلقة هدفت إلى استطلاع آراء القادة العرب والدوليين إزاء التحولات التي تشهدها المنطقة ومحاولة وضع هيكلة بناءة لاندماج المنطقة العربية في المستقبل العالمي النامي وبالتالي وضع خيارات سياسية مبتكرة وبناءة واقتراح حلول وتوصيات تسهم في إرساء دعائم اندماج المنطقة العربيّة وتفعيل دورها في المشهد العالمي.
وعقدت في ختام اليوم الأول للقمة جلسة نقاشية أدارها الإعلامي فيصل بن حريز وشارك فيها معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف راشد الزياني، و الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام الأسبق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالله بشارة، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وأكد معالي الدكتور الزياني أن مجلس التعاون الخليجي منظومة راسخة ومتماسكة وحقق إنجازات ملموسة في كافة المجالات. بدوره أشار أبو الغيط إلى الدور المهم والرئيسي للجامعة العربية تجاه قضايا المنطقة، لافتاً إلى وجود لجنة متخصصة في الجامعة العربية لرصد تدخلات إيران في المنطقة.