د.عبدالعزيز العمر
غالباً ما يكون مجرد طرح العديد من الأسئلة حول أي قضية مضيئاً للطريق نحو حلها. وفي هذا الشأن دعونا نثير الأسئلة الكبيرة التالية حول قضيتنا الأهم، ألا وهي تعليمنا: إلى ماذا نتطلع أن يحققه لنا تعليمنا؟ هل يهدف التعليم إلى إعداد الطالب لوظيفة يكسب منها عيشه؟ أم أن الهدف أن يحقق الفرد ذاته ويستثمر أقصى ما يمكن مما يختزنه من قدرات ومواهب؟ ما الفرق الذي يمكن أن يصنعه التعليم في حياة الفرد؟ وهل للتعليم متعة أم له وخز؟ وهل تعليمنا يساعد الطالب ليثير ويجيب على أسئلة جوهرية حارقة مثل: من أنا؟ ولماذا أتيت إلى هذه الحياة؟ وما الهدف من وجودي أصلاً في هذه الحياة؟
ثم هل المدرسة لدينا بصورتها الحالية مهيأة وقادرة على تحقيق ما أوكله إليها تعليمنا من مهام؟ وهل تجد مدارسنا الدعم المهني الكافي لتحقق رسالتها؟ وهل يتم مساءلة مدارسنا عن تدني إنجازاتها؟ وهل مدارسنا نسخ متطابقة من بعضها؟ كيف لنا أن نختار المعارف والمهارات والقيم (المناهج) التي يفترض أن نقدّمها لطلابنا، خصوصاً في ظل هذا التضخم المعرفي التقني الهائل؟ وهل التعليم يقتصر فقط على ما يجري داخل أسوار المدرسة؟ أم أن هناك خارجها تعليماً موازياً لا يقل أهمية للطالب؟ هل يمكن للمدرسة بمفردها أن تحقق أي إنجاز وهي في معزل عن بقية مؤسسات المجتمع؟ وهل نحن نقدّم لطلابنا المعرفة من أجل المعرفة ذاتها؟ أم من أجل أن يوظّفها الطالب في حياته؟ ثم هل نحن نقدِّم لأبنائنا توعية جنسية تعدهم لحياة زوجيه ناجحة؟ وهل نعلّمهم الموسيقى لنرتقي بذائقتهم وحسهم؟ وهل نعلّمهم الفلسفة لنعمّق رؤيتهم إلى معاني وقيم الحياة؟ إنها أسئلة كبيرة تستحق منا التأمل.