ناصر الصِرامي
فض الرئيس الأمريكي، قائد أعظم قوة مسلحة في التاريخ البشري، الاتفاق الأوبامي السابق والمجحف، مع نظام الملالي الإيراني، انتصار دبلوماسي وسياسي سعودي وعربي أيضاً، لا يجعلنا نفرح فقط، بل نهلل ونكبر لهذا التحول والقرار التاريخي.
ببساطة ووضوح، من حقنا بلوغ النشوة جداً بهذا الإنجاز السعودي، الذي سيغير ويحول الكثير في التاريخ الحديث وما يتبعه.
تاريخ يكتب، ويرسم عناوينه الاستراتيجية ويضع أهدافه، ملك تاريخي بحجم سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، وقائد الأمتين العربية والإسلامية. ويتولاه بدقة بالغة، واحترافية استثنائية، وسرعة مذهلة، سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، صاحب الرؤية الوطنية الحيوية، وكاتب أعمق عنوان للمملكة السعودية الجديدة والمتصلة، محدثها والأخذ بدفة قيادتها نحو مستقبل مبهر.
في ظل ذلك كله وأبعد منه، نسمع بعض تعليقات العرب المشوشين -كالعادة- والكثير من المرجفين الحاقدين، وهم يعلقون نشازاً على هذا الإنجاز السياسي ويقللون من أهميته وقيمته ومعناه، ومن تقديرنا وفرحنا بالإنجاز السعودي على المسرح الدولي معنى وقبمة.
ليس ذلك وحسب، بل يبالغون في التحذير من عواقب البداية لـ»قَص» أطراف نظام الملالي المتبجح علانية باحتلال أربع عواصم عربية..!
هؤلاء بالطبع لم يحذروا ولو بحرف واحد، حين كانت طبول أفراح طهران تدق مع توقيع الاتفاق المجحف السيء الذكر...؟!
ولَم يقولوا لنا ولو نفاقاً كلمة تعاطف واحدة وإيران العدو، ترسل صواريخها وأسلحتها لليمن ولبنان وسوريا والعراق لقتل العرب، وتهيج العرب لقتل بعضهم البعض وسفك دمائهم.
ولم ينقل عنهم كلمة استغراب وطهران الملالي تنصب صواريخها، وتدرب وتدعم مالياً عسكرياً تنظيمات وجماعات إرهابية على حدودنا الجنوبية والشمالية..
ولَم يستنكروا علي إيران، وهي ترسل نحو 135 من الصواريخ الباليستية طويلة المدى، إلى داخل حدودنا ومدننا، قبل تستقبلها مضادات الدفاع الجوى السعودية، وتحولها إلى قطع حديد بلا قيمة!
عرب النكبة والخيبة، والنقمة الحاقدين.. ومن باعوا كل قيمة لإنسانيتهم للفرس والملالي ونفوذهم، وأحزاب الإسلام السياسي القذرة، يساوموننا على كل شيء، بما في ذلك أمننا ومستقبلنا.. ويريدوننا أن نصمت إعلامياً وسياسياً.. لأن هدفهم البعيد والواضح، إلغاء وجودنا كدولة ومجتمع ووطن، وكمملكة سعودية، وغير ذلك مجرد غطاء لعواراتهم المكشوفة تماماً الآن..!
لكن المبهج، أن الكثير أصبح مختلفاً الآن جداً.. وكل ما كنا نأمله يحدث الآن في السعودية.. في عصر سيمتد معه العزم والحزم، لمرحلة جديدة لم ولن تمنحهم قيمة على الإطلاق، بل تفضحهم وتضعهم أمام واقع جديد لا يبقى ولا يذر لهم مساحة رمادية..
واقع نأمل أن يعم حتى في مستوطناتهم الإعلامية المعروفة.. أو تلك التى يتمتعون بها على حساب حضورنا ووطننا وكوادرنا.. وهنا للقصة بقية!
هذا الفض الأمريكي للاتفاق المجحف، مع نظام الملالي القائم على التوسع خارج الحدود الدولية المعترف بها، وتصدير الثورة، هو فقط بداية الأفراح فقط.. ومن لا يعجبه يشرب من الخليج إلى أقرب محيط...!