فوزية الشهري
نعيش مرحلة يتدفق فيها سيل هائل من المعلومات، ونشهد خلالها تحولات كثيرة تشوش الأفكار، وتحولات في نمط العيش والتفكير بسبب الانتشار السريع للتقنيات الجديدة وهيمنتها على حياتنا اليومية وتسببت في تغيير علاقاتنا وعملنا وحتى طرق تسوقنا وتجمعاتنا.
يتصادم البشر والتكنولوجيا في الفضاء السيبراني، فتبدأ التغيرات في السلوك والمجتمع والسيبرانية ليست مجرد وسط تفاعلي عادي مثل مشاهدة التلفزيون إنها وسيلة تفاعل ذات كفاءة عالية وتأثيرات شديدة ينغمس فيها المرء ذهنيًا ربما تصل بالبعض إلى نسيان الواقع. والفضاء السيبراني ملئ بشبكات التواصل مما يكسبنا صداقات جدد ويعرفنا على أنماط من السلوك البشري نحن لا نستطيع وضع تقييم نهائي لها إنها جيدة أو رديئة فهي تعد محايدة تعتمد على استخدام البشر لها.
يمنح الفضاء السيبراني خبرات جديدة ووصول للمعلومات وترفية ولكن الاستخدام المفرط للإنترنت سواء باللعب أو المحادثة أو التصفح ربما يصل بنا إلى الإدمان والانغماس في الفضاء السيبراني وترك الواقع، والإدمان عواقبه وخيمة ومن أبرزها الفشل في العمل أو الدراسة ويؤثر أيضًا في العلاقات الاجتماعية، اليكسندرا أم وتعيش مع صغيرها الذي لم يبلغ عمره 3 أشهر وأثناء أنشغالها في لعبة (FarmVille) حملت طفلها وأخذت تهزه بعصبية فارتطم رأسه بالكمبيوتر وتوفي بسبب جروح في الرأس لقد خسرت طفلها بسبب الإدمان على لعبة في عالم افتراضي. وحسب الدراسات يعد ادمان التسوق بالمواقع سلوكاً سلبياً وهذا الإدمان تعززه ثقافتنا الاستهلاكية ويؤدي إلى شراء ما لا نحتاج إليه والإنفاق فوق مقدره الشخص.
الزبدة:
معنى تأثير سيبراني أي تأثير استخدام الإنترنيت على سلوك البشر.
ولتجنب الأثر السلبي يجب الدراسة والتحليل من المختصين للمشكلات والسلوك التي ظهرت نتيجة الاستخدام للفضاء السيبراني.
خبراء الإدمان على الإنترنت ينصحون بوضع توقيت للألعاب وإغلاق الأجهزة عند الاجتماعات العائلية وأخذ إجازة من مواقع التواصل بين فترة وأخرى.
والدولة أنشأت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني ويتجلى الهدف من الأمن السيبراني في ضمان استمرارية عمل المعلومات وحماية خصوصية البيانات والمعلومات سواء للحكومات أو مواطنيها، والانذار المبكر ضد البرمجيات الخبيثة والهجمات الإلكترونية على المعلومات الخاصة والبنية التحتية لدولة وحمايتها.
وهو أيضًا سلاح إستراتيجي بيد الدول لحماية وصد أي هجوم إلكتروني وتأمين المعلومات المتداولة داخليًا وخارجيًا.