م/ نداء بن عامر الجليدي
بعد انتهاء الانتخابات الهندسية لاختيار أعضاء مجلس الإدارة واعتمادها من معالي وزير التجارة ووضوح من سوف يقود هذه المهنة للدورة القادمة.. بدأت الأحاديث الهادئة بين الأوساط الهندسية حول إعادة النظر في النظام الأساسي للهيئة وتنظيماتها الداخلية خصوصاً بعد عدم قدرة المجلس السابق في إقرار أبسط حقوق المهندس وهو الكادر. المقصود بإعادة النظر في بنود النظام يعود إلى أن أعداد المهندسين قد تضاعف آلاف المرات منذ إنشاء الهيئة قصيرة العمر، وكذلك تعدد التخصصات وأغلبها كونت له الهيئة شعباً هندسية تمارس حقها بعمل أنشطتها المهنية والعلمية، وبعضها ومنها التخطيط العمراني الذي هو سبب التطرق له في زاوية بناء لهذا الأسبوع لم يخصص له شعبة ضمن الشعب الهندسية رغم أن هذا التخصص هو والد كل التخصصات الهندسية، وكل ما يناقش في الشعب الهندسية الأربعة عشرة المعتمدة لدى الهيئة ينطلق من هذا التخصص. ناهيك عن بعض الشعب التي أرى أنها غير هندسية صرفة وإنماء تكون أقرب للإدرة منها للهندسة ومع ذلك التخطيط العمراني ليس له شعبة! لذا نطالب نحن معشر مهندسي التخطيط العمراني بهيئة مستقلة تتقاطع مع هيئة المهندسين بالأمور الإدارية والتنظيمية وتنفصل عنها بأنشطتها العلمية والمهنية. لكي لا تظهر لدينا نغمة جديدة تنم عن التباعد بين التخصصات المختلفة والتي عادة ما يجمعها التخطيط العمراني تحت جناحيه فتكون هيئة التخطيط العمراني تصلح ما شابه نقصاً من هيئة المهندسين. وأكبر دليل ما نراه الآن أنه لا يوجد تقاطع أو تكامل بين هذه الشعب سوى لقب مهندس، وهو لقب فقد احترامه بعد أن أصبح يطلق على السباك والنجار -مع احترامي لمهنتهما- وكذلك تلاعب به المهندسون أنفسهم فنرى المهندس المدني أو الميكانيكي أو حتى المعماري يقومون بمسؤولية المخطط العمراني في إدارة المدن لأنهم فقط مهندسون، لذا يسأل الشخص أو حتى القيادات في البلد عن أسباب هذا الانحدار في مستويات التخطيط العمراني بإدارة مناطقنا ومدننا. فالمخططون العمرانيون تنبهوا إلى ضرورة السعي لإنقاذ المهنة من التطفل عليها وتقدمت بطلب شعبة هندسية قبل سنتين لإدارة مجلس الهيئة السابق، ولكن ملف الطلب في مهب النسيان في تقاعس رهيب أعلمه داخلياً وأجهله إعلامياً. ويبقى أن نسأل هنا هل يوجد هذا الوضع في أي دولة من دول العالم الأول .. أنا هنا في بوسطن لم أسمع بوجود هيئة المهندسين الأمريكيين بل هناك مؤسسات مهية علمية متخصصة في كل فروع الهندسة تكون مسؤولة عن العلم الذي تقدمه للمجتمع. لذا فمستوى طموحنا يا هيئة المهندسين أكبر من شعبة هندسية، ونطالب بهيئة تخطيط عمراني تتناغم مع رؤية المملكة 2030 محققة أغلب برامج جودة الحياة الذي أُقر مؤخراً في مدن مملكتنا الحبيبة.