فيصل أكرم
(سيرة):
كان بين الناس والناس الذين ترافقوا
ناسٌ يحبّون الفراقْ
يتغيّرون إذا تغيّرت المطارحُ بالذين تمايلوا
ويحاذرون من العناقْ
منهم أنا؟
وأنا إليهم، حينَ عدتُ، وجدتهم
ووجدتُ عمراً كنتُ أحسبه توقف عندهم
بيَ قد جرى، وبهم، بغير سباقْ
(إيقاع):
كلّما احتاجت يدان إلى يدٍ
تمتدُّ طولاً لاحتضان القاصرينْ
كم كان يلمع في عيون الواقفين الدربُ
يخرج واحدٌ..
ويراه ألفاً في المرايا قائدٌ؟
هذا كلامٌ واقعيٌّ؛
فالخروج الآن يدخل في صميم اللعبة الكبرى
ويبقى في انتظارٍ لاختيار الخاسرينْ
هذا كلامٌ واقعيٌّ؛ إنما
قد لا يقالُ لمن يريدُ الفصلَ في قولٍ مبينْ
(تجربة):
شوطٌ ضئيلٌ ليس يكفي..
كلُّ شهقةِ راكضٍ بين الدوائر في امتثال الأمرِ
كان زفيرها شوطاً عظيماً
أيُّ أمرٍ يستحقُّ تمثّلاً؟
ستظلُّ أسئلةٌ تجرّبُ من سيمنحها جواباً مذهلاً
أو تستجيبُ لمن يجرّبها سؤالاً كي تظلَّ قراءةً
من كل سطرٍ تمنحُ الأشواطْ
هكذا اختلفت حروفٌ، للعبارة نفسها
حتى تلائمها النقاطْ.
(مقاصد)
ما كان للدنيا سوى ما كان،
تفهمني؟ تقولُ
وقال صوتٌ منكَ: أين أنا؟
فقلتُ: الآن في هذا المكانْ
وكأنني ما كنتُ أقصد غير نفسي،
أنتَ آخر من سأقصده، وأنت قصيدتي
يا أيها التيهُ القصيُّ
فكم ستأخذني لفخفخةٍ ستقصد دونها؟
وَلَكم سأقصد، في الختام، جنونها
وأنا أمدُّ الشارعَ المفقود فينا بالتمادي
لا نخافُ الآن تيهاً..
كلُّ تيهٍ سوف يأخذنا إلينا، في بلادكَ أو بلادي.