محمد جبر الحربي
هلْ تَعِبَ الناسُ مِنَ المعنَى؟
أمْ تعبوا مِنْ أنَّ المعنى لا يعنيهمْ..؟!
في هذا الزَّمَنِ المُرِّ
ويسألُ أقربُهمُ في شكٍّ
ما قصدُ الشَّاعرِ
ما يَعنِي..؟!
أسئلةٌ قدْ لا تَعنِي أحَداً
أبداً..
في وقتِ الحرْبِ
ووقتِ الردِّةِ هذا.. والمَنِّ.
تأتي مُفرَدةً كالحزنِ وحيداً
أوْ تأتي كالنسوةِ..
لا يمشينَ، كما الغزلانِ، سوى مثنىً مثنى.
لكنْ ما أيقظني
منتصفَ الليلِ
ومنتصفَ الحَيْرَةِ فيما يسَّاقطُ مِنْ عمْري
أبحثُ في البيتِ
وبيتِ الشِّعرِ
أفتِّشُ عنكِ
وأسألُ عنِّي.
ما أيقظني
يا سيِّدتي
وأنا والأسئِلةُ الأولى في معتكفي
نبحثُ في الهامشِ والمتْنِ.
يا سرَّ العودِ اليمنِيِّ النَّاهضِ بالفنِّ
يا سرَّ البلبلةِ على شفَةِ الجبليِّ القرويِّ يغنِّي
يا سرَّ البحرِ
وسرَّ الدَّانةِ
والألحانِ
إذا تعلو كالغيمةِ تُسمَعُ في أنحاءِ جزيرتِنا
والدمعةُ حَيْرَى في العيْنِ.
تسقطُ
لا تسقطُ
تلكَ حكايتُنا
يا موّالَ حجازٍ مِنْ قلبِ الكوْنِ بمكةَ
يوصلُهُ صوتُ طلالِ الأرضِ
إلى أعلى جبلٍ شيخٍ في الطَّائفِ
للوردِ
وسيْلِ الوردِ
فيرسلُهُ للأعشى العاشقِ في نجدٍ
ينهضُ مِنْ عثرتِهِ
يُنشدُ للغرَّاءِ
وللفرْعاءِ
فيستيقظُ كلُّ العشَّاقِ
على صوتِ الطَّارِ النجديِّ يئنُّ معَ اللَّحْنِ.
يا سيدتي..
أيقظني أنّي
لمْ أذكرْ في مبتدأِ القولِ
غداةَ رحيلٍ
أنَّكِ أجملُ منّي.
أنَّ الهتَّانَ مع الإيقاعِ على وحي قصيدي
يأتي موزوناً مِنْ مُزْنُكِ لا مُزْنِي.
هذا بوحُ العِطْرِ
فيا معنايَ
إذا ما غبتِ
فلا معنَى
وأنا يعجبني في القصَّةِ
فيما أنثرُ مِنْ شِعرٍ فيها
أنكِ معناها
يا سِرّاً يؤويهِ الغيْبُ،
ويَا جهْراً يُعنَى،
يا مَنْ في النَّاسِ،
وفي الإحساسِ،
على مَرِّ سِنِيِّ العُمْرِ المُستثْنَى.