رواية «عقبى الدار» للكاتب عبدالكريم بن محمد النملة صدرت مؤخراً عن المفردات للنشر.. وقام برسم غلافها الفنان التشكيلي أحمد عنان من البحرين.
وجاء في الرواية: حين يتذكر المسنون أيامهم القديمة أيام صباهم وشبابهم، حين تتساقط الصور القديمة الباهتة على ذاكرتهم يشتد حنينهم لأيامهم الغر الحسان، أيام الطفولة والشباب، صحيح أن أعدادهم كانت قليلة ومعروفة وكانت بئر بكر الشمالي تكفي شربهم وشرب ماشيتهم وما يفيض منها يسقون بها زروعهم المتناثرة، بين البيوت بساتين صغيرة يعمل فيها الرجال وتساعدهم فيها نساؤهم، يأكلون ما يزرعون ويحلبون أغنامهم وينامون بعد صلاة العشاء، لم يكن المستقبل يرهق فكرهم أو يتبدى لهم بصور شائنة ولم تر أعينهم أنعم عيشٍ من عيشتهم رغم الكفاف.
الرواية بلغت 180 صفحة من الحجم الكبير وعلى غلافها الأخير جزء منها يقول فيه الكاتب:
البكاء، ذلك النهر المتدفق الذي لا ينضب، نهر تختلط به المشاعر بالوقائع فتكون كصدى يدوي طويل حتى آخر دمعة، حين تكتظ الأحزان.. تتجمع.. تتآمر، يكمل بعضها بعضا، حين يكون الإنسان وحيداً منبوذاً بعيداً حين ينفرد به شجن ما في زاوية مظلمة لا يراه فيها أحد يصبح أي تأجيل عبثاً، جنوناً، وعلى حافة الانفجار يتقدم البكاء وحده من دون أن يصطحب معه أحداً، يتقدم بسرعة هائلة وفي الوقت المناسب تماماً ليحتوي الانفجار الكبير قبل وقوعه.