وعادت المواسم ثكلى..
أصوات الرياح تعصف سنابلها..
وتمشط أوراقها بخنجر الذبول..
عادت..
والشجن يلف أكتافها برداء الزمهرير..
ويقطف أنفاسها بحبل من الوداع الأخير..
عادت.. بمواويل الليل..
وكاسات الضجر
ونزف القصيد..
تبكي أفول بساتين
الزهر والنواوير..
وهجرة النوارس
وشذا الياسمين..
تقطف حبات الرمل
المبلل بدموع الراحلين..
وتنزوي في ركن من جدار
باهت كلون ورق الخريف..
تكتم غصة.. وتشهق آهة..
وتنام فوق وسائد الحزن القديم..
وتحلم بغد تعود فيها كريحانة
الربيع.. ترتوي فيه من نهر أبيض..
يقتل فيها ظمأ السنين..
ويكسو عجافها من شجر الدر
الثمين..
** **
- د. أمل العميري