هالة الناصر
لا شك أن النهضة التكنولوجية الجديدة والكم الهائل من الأخبار اليومية التي تبث على مدار الثانية بل الجزء من الثانية، جعل من كل مواطن على ظهر هذا الكوكب يأخذ لقبا إعلاميا طالما هو يملك جهازا يستطيع من خلاله أن يتواصل مع أي جهة أو أي شخص يختاره، وسائل التواصل الاجتماعي منحت الجميع منصات إعلامية تحمل كل الشروط، وكم من شخص عادي استطاع بكاميرا جهازه تصوير صورة أو مقطعا تناقلته وكالات أنباء عالمية ليشاهده الملايين من الناس، أصبح الشخص بمفرده هو وكالة أنباء مستقلة متكاملة الأدوات، وكم من شخص عادي كتب تعليقا على خبر أومقال قلب من خلاله الحقائق رأسا على عقب، لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي واقعا لابد لنا أن نتعامل معه كحقيقة لامناص منها وأن نجهز أنفسنا لتأهيل أفراد مجتمعنا ليكونوا خير سفراء لبلادهم في ظل الدور المهم والخطير جدا الذي يلعبه المواطنون في تشكيل صورة ذهنية إيجابية عن بلادهم، ولقد لاحظت من خلال تتبعي لمنصات الإعلام العالمية غياب دور المواطنين السعوديين في المشهد مقابل التواجد الضخم لمواطني دول أخرى، ما إن ينشر خبر عن بلادهم إلا وانكبوا بالمئات معلقين ومصححين على الخبر وأحيانا ينسفون مصداقية الخبر ويخففون أثره السلبي على بلادهم بطريقة يتضح منها انتباه هؤلاء المواطنين لدورهم تجاه بلادهم، وكم تمنيت بأن تقوم منصة إعلامية سعودية أو أي جهة ذات علاقة بإطلاق حملة توعية تجاه تشجيع المواطنين السعوديين على التواجد في منصات الإعلام العالمي للذب والدفاع عن سمعة بلادهم ولاسيما ونحن في زمن الجيوش الإليكترونية بين دول وشعوب العالم، ويمثل المواطن السعودي رأس الحربة في الجيش الإليكتروني الذي من أهم مهامه تقديم صورة مشرفة عن السعودية للرأي العام العالمي، وهذا ليس انتقاصا من الجهود التي تبذلها الجهات السعودية المختصة في هذا المجال ولكن لابد من إشراك المواطن ودفعه في هذا الاتجاه لضرورة الدفاع عن سمعة بلادنا التي يحاوطها الأعداء والمرجفون من كل جهة.