محمد المنيف
شهدت المدينة المنورة خلال الأيام الماضية فعاليات إبداعية تنوّعت فيها المشارب وأدوات التنفيذ تمثّلت في مجالين من مجالات الفنون البصرية هي النحت والخط العربي وذلك بتنظيم من هيئة تطوير المدينة التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز صاحب الاهتمامات الكبيرة للرفع من شأن مدينة تهفوا إليها قلوب المسلمين بعد مكة المكرمة لوجود المسجد النبوي وقبر رسولنا الكريم محمد بن عبدالله فيها.
هذا الاهتمام الريادي بالفنون البصرية الذي ينسجم مع أهداف وإستراتيجيات الهيئة الشاملة لكل ما يخدم الأرض والإنسان في المدينة بكل التفاصيل للبيئة والمجتمع كان له أثره الكبير في نفوس الفنانين التشكيليين كلاً في اختصاصه ومنهم النحاتون، وكذلك الخطاطون وأيضاً الفوتوغرافيون، فالمدينة مبعث إلهام وهوية إسلامية لا يجد أي مبدع في المدينة المنورة صعوبة في اختيار موضوع إبداعه.
والحقيقة أن ما قدمته هيئة تطوير المدينة من فعاليات للفنون البصرية يستحق التقدير والإعجاب كون الهيئة أضافت جانباً مهماً في بناء الفرد والارتقاء بذائقة المجتمع الذي تقوم الهيئة على خدمته وتهيئته ليكون منطلقاً للعطاء بكل ما يتعلّق بالتطوير من مشاريع حديثة أو حفاظاً على التراث، فكان من ذلك إقامة ملتقى المدينة المنورة الدولي للنحت في جادة قباء، تبع ذلك ملتقى المدينة المنورة للخط العربي الذي شارك فيه 50 خطاطاً. أبدع المشاركون في الفعاليتين بما يتناسب مع قدسية المدينة ويجعل لمثل هذه الفعاليات خصوصية تحمل هوية المكان.
الحقيقة أن هناك الكثير من الحقائق والأدوار التي يقوم بها أمير المدينة الأمير فيصل بن سلمان تجاه أبناء الوطن ومنهم الفنانون في مجالات الخط والفنون التشكيلية. أعلم أن سموه الكريم لا يحرص على أن تنسب له الجهود، بل لأبناء الوطن من مسؤولين ومواطنين قبل كل شيء ولهذا أجد أنني مجبر على احترام رأي سموه ورغبته كما تلقيتها منه شخصياً عندما تشرَّفت بزيارته في مكتبه سابقاً في شركة الأبحاث في الرياض وحظيت بالكثير من الشواهد على حرصه على الارتقاء بكل ما يخدم الوطن ومن فيه وفي مقدمة ذلك الإنسان الذي يعوّل عليه بناء حضارة الوطن الحديثة.