خالد الربيعان
أن يكون الدوري السعودي من أفضل 10 دوريات في العالم، هدف من أهداف هيئة الرياضة، والاتحاد السعودي لكرة القدم، ومن قبلهما القيادة السياسية، التي تبنت الرياضة كأحد أعمدة الاقتصاد في المرحلة الزمنية القادمة، كيف يكون هذا؟ إجابتي ستكون باستعراض بعض نقاط القوة على الطريقة الأوروبية، مع إسقاط مناسب لحال الرياضة السعودية.. وإلا فنحن نتكلم في ظل ظروف أخرى غير ظروفنا!
- أول شيء الملاعب الخضراء التي تسر العين، منشآت رياضية تراها فتشعر في البداية أنها ليست رياضية، بل هي مجمعات تجارية عملاقة، مثل برشلونة ميجاستور، و مجمع متاجر النادي الخاصة بمانشستر يونايتد، ومجمع أليانز ارينا الخاص ببايرن ميونخ والذي يُشكِّل الملعب «عنصراً واحداً فيه» ! المطاعم، المتاجر، نقاط البيع، المتحف، المتنزهات، الحدائق الصغيرة، تذهب أنت وعائلتك للإستاد «للمتعة».. المتعة فقط.. وليس أن تتعذب لأجل الماء فقط !
- يكون الدوري السعودي من أفضل 10 دوريات عالمياً، عندما لا تصبح هناك اختلافات كثيرة بينه وبين باقي الـ 9 دوريات الأخرى في هذه القائمة! يجب أن «نشبه» حتى وليس أن «نكون»: الدوري الإيطالي بامتلاء مدرجاته وثقافة جماهيره وولائها، والدوري الإنجليزي بالقانون الصارم الذي لغى الحواجز الحديدية بين الجمهور واللاعب! وبالصحافة الإنجليزية « المحترفة» على حق !
- تجربة المشاهدة على التلفاز أو الفضائيات، يجب أن تنقل المشاهد من أمام الأريكة أو الجلسة إلى « بُعد زمني آخر» !! كالتجربة التي تمر بها مثلاً وأنت تشاهد الدوري الإنجليزي على sky sports ، تنبهر وتشعر أنك مع اللاعبين ومع الإستديو التحليلي، الموسيقي تتغلغل في كيانك وصوت الجماهير يجعلك تشعر أنك بالمدرج، وطريقة أداء اللاعبين وحركة « الكاميرا والتصوير» معهم تشعرك أنك بقربهم جداً .. إنك تشم رائحة عشب الملعب!
- الدوري السعودي من أفضل 10 دوريات عالمياً.. (عندما ترى الأندية وجماهيرها بالأخص أن هيئة الرياضة واتحاد القدم في سفينة واحدة معهم!) وأنهم يعملون فعلاً للصالح العام، لا أن يروا أن الهيئة والاتحاد يعملان ضدهم! وأن كل قرار يتم تأويله بأنه مقصود به نادياً معيناً أو أشخاصاً معينين! هذا فهم خاطئ سيكلّف كثيراً.. ويمكن أن يذهب برجال يمكن أن يغيّروا من واقع الرياضة السعودية تماماً، لأنه ما فائدة أن أعمل بكل جهدي وأنت تهاجمني، وأن أضيع وقتي يومياً وأحارب إعلامياً وأنت تعارضني! بين قوسين: (دعوا الناس تعمل)!
- أن تتخلص الأندية من أعدائها الحقيقيين! هل تعلمون من هم؟ هم بعض أهل الدار، الذين يخربونها من الداخل.. بقصد أو بدون قصد.. فالفاسد على علم: متورط، والسامح بالفساد وإن كان لا يمارسه: متورط، والغافل عن الفساد: أيضاً متورّط!
- لا تقدم في المجال الرياضي إلا بتميز الإعلام الرياضي واستقامته! لا فتنة لا مهايطات لا مزايدات لا تضليل لا مسكنات! لأن: (الرأي العام الرياضي: يتشكل بالإعلام)!
أخيراً التسويق ثم التسويق ثم التسويق هو العمود الفقري لكل ما ذكر أعلاه ......
الدوري قوي... إذا أنت قوي قارياً
الدوري الإسباني الأول عالمياً رغم أن المنافسة فيه ثنائية، ولكنه صنف كذلك لأن أنديته مسيطرة في السنوات الأخيرة قارياً: دوري الأبطال - الدوري الأوروبي - كأس السوبر الأوروبي، لا بد أن تجد ريال مدريد - برشلونة - إشبيلية، على منصات التتويج!
إذن الدوري القوي محلياً يكون قوياً قارياً! مما يؤدي لقوته «عالمياً «، هذه نقطة مهمة جداً.