شريفة الشملان
قبل أن أبدأ يسعدني العودة للكتابة عبر جريدة الجزيرة ويسعدني أن أشكر بامتنان كبير رئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك، لقد بدأت الكتابة عبر هذه الجريدة حيث نشرت بداياتي من قصص قصيرة وتعليقات وأحيانا نقد عبر الملحق الثقافي الذي كان يحرره الأستاذ حمد القاضي، واستمر ذلك لفترات متقدمة . لذا يلزمني شكر أستاذنا خالد المالك الذي فتح لي أبواب الجريدة من جديد..
ليس سهلا أن نتوقف عن الكتابة لأسباب عديدة قد يكون أحدها تعب الجسد رغم حكة اليد، فصنعة الكتابة هي صنعة تتغلغل في داخل الكاتب ولا يستطيع الكاتب التخلص من غوايتها. ولأنني أعاود العبث بالكلمات وتعاود العبث بي فبسم الله التقيكم مرة أخرى وأعود لعنواني أعلاه) ماذا لو ( ولأننا اعتدنا أن نقول إن) لو (تفتح بابا للشيطان، ولكن الشيطان يتمركز في كل مكان وهو من يحرك قرنيه هنا وهناك ليشعل العداوات والحروب هنا وهناك، ولأن الحروب تسرق الإنسان الكثير التنمية وراحة البال وتسرق الطفولة والتعليم وتحرق الحدائق وتلوث الأنهار.
.. على ذلك يكون من حقنا بعث السؤال: ماذا لو توقفت الحروب؟، وفتحت بدلا عنها مدارس وجامعات ومصحات وحدائق ..
ماذا لو بدلا من ضجيج الطائرات؟ ضجيج دورة الآت التنمية وضجيج الآت البناء والتعمير والمحراث والمحصاد وانتشار المزارع فتأكل الدول مما تزرع وتلبس مما تصنع بدلا من دخان الآت الحروب دخانا للمصانع ماذا لو بدلا من الحروب والعداوات نمتثل بقرآننا الكريم {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
ماذا لو أن سبل التفاهم أخذت طريقها قبل الطلقة الأولى، ماذا لو أن الزعماء يسلكون سبيل السلام قبل التفكير في الحروب، الحروب لا أحد ينتصر بها الكل خاسر ،والذكي من يربح السلام قبل الطلقة الأولى، عندما تنطلق الطلقة الأولى سيكون الرجوع صعبا جدا، بمعنى لو أن بشار الأسد احتوى شعبه قبل التفكير برمي رصاصة واحدة على المتظاهرين وأعطاهم حقوقهم و دعا لانتخابات حرة أما سلمت سوريا من الحروب من تجارب الآلات الحربية فيها وبقى عنبها وتينها وبرتقالها وتفاحها وقبل هذا وذاك سلمت من كون شعبها ينتشر في بقاع الأرض، وماذا كان لو أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والرئيس الإيراني اجتمعا قبل الطلقة الأولى أما سلم العراق وسلمت ثروات كثير من الدول العربية من الاستنزاف في حرب لازالت حتى الآن آثارها ولا ندري ماذا ستجره لنا الأيام القادمة فالحروب ليست نزهة وليست حلبة مصارعة بين اثنين وتنتهي بانتصار أحدهما، هي عداوات تضطرم وتنتقل من الحكام للشعوب.. لن يستطيع الشعب نسيان من فقد من أهل وشباب وهكذا تتوالد الشرارات وتكثر.. لا أحد يلومنا نحن النساء أكثر الناس كرها للحروب لأننا من يلد ولأننا من يتجرع آلام الولادة والتربية، فكيف بالحروب تأخذ زهورا رعيناها بدم القلب ودمع العين..
وأخيرا ماذا لو سكتت الأصوات المحرضة وامتنعت دول الأسلحة عن تصدير أسلحتها وإخلاء خزائن الدول كما فعل ديجول بكل شجاعة منع الأسلحة عن إسرائيل.
أخيرا ليتنا نعود للوراء ونطفئ كل الشرارات قبل انتشارها، ولكن ليكن هناك شجاعة التراجع..