م. خالد إبراهيم الحجي
إن الصوت شكل من أشكال الطاقة على هيئة ترددات أو موجات تمر في الهواء وبعض السوائل والأجسام الصلبة ولا ينتشر في الفراغ. وقد نجح جرهام بيل الإسكتلندي الجنسية في عام 1876م في سعيه الجاد لرفع الصوت وتكبيره وإيصاله إلى مسافات أكثر بعداً بوضوح، وحصل على براءة اختراع أول مكبر صوت كهربائي (المكرفون). وتقاس الأصوات بواسطة حساب الديسيبل والتردد. (أ): الديسيبل: يقيس شدة الأصوات المختلفة الصادرة من الإنسان والحيوانات والآلات لمعرفة جهارتها ودرجة ارتفاعها. (ب): التردد: هو عدد دورات الموجات الصوتية في الثانية الواحدة، ويقاس بوحدة الهرتز. والإنسان يمكنه سماع الأصوات التي تقع بين (20) إلى (20000) هرتز. وأغلب الأصوات الطبيعية التي يسمعها الإنسان بدون انزعاج دائماً تقع في نطاق الترددات من (250) إلى (6000) هرتز. والتردد يوضح مصدر الصوت ومكانه فيمكن معرفة حجم الغرف الصغيرة، وصالات الندوات والاجتماعات، والاستادات الرياضية والأماكن الواسعة. ومكبرات الصوت أصبحت عاملاً أساسياً لا يستغنى عنها في المناسبات الخاصة، وحفلات الزواج والأفراح، والمدارس والجامعات والمساجد والمطارات، والندوات والمؤتمرات، واحتفالات الأعياد والفعاليات الثقافية والمهرجانات الوطنية والمناسبات العامة. ولكن لا يوجد مبرر للإفراط في استخدامها بكثرة وبالحد الأعلى من التردد؛ لأنها تسبب الإزعاج والضجيج والتلوث السمعي الذي يشتت الانتباه والذهن والتفكير، ويسبب الأرق والتوتر، ويعتبر من أكبر المشاكل التي يواجهها الناس بشكل يومي. والمتضرر الأكبر من سوء استخدام مكبرات الصوت هم الأطفال وطلاب المدارس والجامعات والمرضى وكبار السن.
وبناءً على ما سبق فإن التحكم في مكبرات الصوت أصبح ضرورة ملحة في الوقت الحاضر؛ خاصة مع تطور تكنولوجيا لواقط الصوت السلكية (المكرفونات) إلى تكنولوجيا البلوتوث (لواقط الصوت اللاسلكية)، وتطور مكبرات الصوت التقليدية إلى مكبرات الصوت الذكية التي تتصل بمحطات ذكية بواسطة شبكات الواي فاي أو شبكات الجوال الـ(جي فور) لنقل الأصوات من مصدر واحد إلى منطقة محددة، كما في مكبرات الصوت الخارجية للحرمين الشريفين التي تعمل بالحد الأعلى من التردد لتلائم الأهداف المطلوبة والأغراض المناسبة، وينتقل الصوت منها إلى مسافات بعيدة تصل إلى عدة كيلومترات، ومكبرات الصوت الداخلية تقل عن الخارجية وتعمل بالمعدل الطبيعي المقبول للأذن البشرية. وميزة المحطات الذكية أنها تتحكم في معدل تردد الصوت الصادر من اللواقط اللاسلكية إلى مكبرات الصوت ومنها إلى الآذان البشرية، وتبرمجه إلكترونياً بدرجات متفاوتة بحسب الغرض من الاستخدام. كما أن ربط مكبرات الصوت الذكية بمحطات التحكم الذكية وبرمجتها إلكترونياً وضبط ترددها وارتفاعها يحد من تداخل أصواتها مع بعضها البعض، وحدوث التشويش والإزعاج خاصة أثناء الطابور الصباحي والإذاعة المدرسية في حالات المدارس المتلاصقة والمتجاورة، والمساجد القريبة من بعضها البعض. ومع تقدم التكنولوجيا أصبح بالإمكان الاستغناء عن التقديرات والأهواء الشخصية بتطبيق فكرة المحطات الذكية والبرمجة الإلكترونية وتعميمها على مستوى الأحياء والمدن.
الخلاصة:
إن الحد من التلوث السمعي وعلاجه من جودة الحياة.