عبدالواحد المشيقح
لا أحد كان لا يخشى أن تصل أنديتنا إلى ما وصلت إليه الآن.. في ديونها.. وعجزها المالي.. فحجم الديون لم يكن مُفاجئاً.. أو أمراً غير مُتوقعاً.. فمؤشرات وصول الأندية إلى هذا الحال.. تناولها الكُثر.. وحذر منها الأغلبية.. وكتب وتحدث عنها الكثيرون.. ولعل الصرف المُبالغ فيه الذي كانت تنتهجه إدارات الأندية.. وعدم مُراقبتها.. ومُحاسبتها.. كانت تُنذر بأن الحال لن تسر..!
لا يُمكننا أن نتجاهل أخطاء الإدارات.. وصرفها العشوائي.. وتجاوزاتها.. وتبذيراتها.. وهياطها.. ومُضاعفة مصاريفها دون مُبرر.. لتتراكم الديون على النادي.. وحتى عند قُدوم إدارة جديدة تكون أكثر حكمةً وعقلانية من سابقتها.. فهي تدور بنفس الحلقة من العجز المادي.. كونها في الأصل استلمت نادياً مُثقلاً بالديون والالتزامات.. وبالتالي حتى لو أرادت أن تُغير سياسة الصرف.. فهي ستبقى عاجزة عن الخروج من مأزق الديون السابقة.. فهي الأخرى إدارات لديها التزامات جديدة.. واستلمت تركة ثقيلة ومُعقدة.. مما يجعلها عاجزة عن التصرف وتنهار مالياً..!
مما يؤسف له أن إدارات الأندية كانت تصرف بهدر كبير.. بلا مُراقبة ومُحاسبة.. مما ورطها في الديون.. ولم تجد من يضع حلاً لمتاعبها المالية.. ويُصحح أخطاءها.. بل إننا ساعدناها في تراكم ديونها.. عند السماح لها بتسجيل مُحترفين سعوديين وأجانب بمبالغ فلكية.. وهي أندية مديونة.. وخزائنها لا تسمع إلا صفيرها..!
ما حدث حدث.. لكن علينا أن نتعلم الدروس.. ونستفيد منها.. ولعل الخطوات التي تخطوها هيئة الرياضة.. تؤكد بأن الأمور قد اختلفت تماماً.. وأن المُحاسبة ستكون حاضرة.. وقرارات التصحيح من معالي رئيس الهيئة.. لا شك أنها ستحل الكثير من المشكلات.. ورغم ذلك فإن الديون باقية صحيح بأنها ستنخفض لكنها باقية.. وكان بودي لو مُنعت الأندية من التسجيل حتى تُنهي مديونياتها.. فإذا كان وضع الأندية وحالتها المالية بهذا الشكل.. فمن العبث حقاً أن يُسمح لها بالتسجيل.. خاصة في ظل اعتماد تسجيل هذا العدد الكبير من اللاعبين الأجانب.. وفي ظل ظروف ارتفاع تكلفتهم المالية..!
فإذا كانت الأندية مديونة بهذه المبالغ الكبيرة.. فإن الحل برأيي منع الأندية من التسجيل.. حتى تُنهي كُل التزاماتها المالية.. وإذا كُنا ننشد إنهاء ديون الأندية.. فمنعها من التسجيل هو الحل الأمثل.. وأمام الأندية فرصة لتسوية أمورها قبل بدء الموسم.. وإلا بسماحنا لهم بالتسجيل مع ارتفاع أسعار اللاعبين.. سوف نُغرق أنديتنا في ديون جديدة قد تخلق نتائج غير مُتوقعة أو محسوبة..!
آخر الكلام
تمرد اللاعبين على أنديتهم بالامكان تجاوزه عندما كُنا في عصر الهواة أما ونحن في عصر الاحتراف فإن الأمر لم يعد مقبولاً خاصة حينما يحدث في نادٍ كالفيصلي عُرف عن إدارته بأنها إدارة تعمل بمنهج صحيح وبذلت كُل ما بوسعها لمصلحة فريقها وحرصها على تفوقه ولذا من واجب لاعبي الفيصلي تقديم اعتذارهم عما بدر منهم لإدارتهم قبل جماهيرهم..!