خالد بن حمد المالك
ساعتان لم تزيدا كنت فيهما في كلية الملك خالد العسكرية أحد أهم مخرجات وزارة الحرس الوطني، كنت بجانب سمو الوزير الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف وبدعوة منه، كان انطباعي الأول عن هذه الزيارة دماثة خلق مستضيفنا الأمير الوزير خالد وتواضعه وأريحيته، وما ظهر لي من حرصه على أن يبلغ خريجو الكلية أعلى المستويات في التدريب والتعليم، وأن يمكّنوا من كل الأدوات والتقنيات ليكونوا في أفضل حال عندما يمارسون العمل الميداني في مواقع العمل.
**
الانطباع الثاني في حسن التنظيم، الذي صاحب المناسبة، فقد ظهر لزائر مثلي أننا كنا في مؤسسة حضارية، مثلما أننا في قلعة عسكرية تضم هذه النخب من العسكريين في مختلف مستويات الرتب العسكرية، وبتفاوت في الأعمار والخبرات والتأهيل العسكري والأكاديمي الذي يتمتع به الجميع.
**
هكذا كان انطباعي السريع، وهو ينسجم مع ما عرفت فيه وزارة الحرس الوطني وكلية الملك خالد، والمدارس التابعة للوزارة، وحيثما وجدت مدنها العسكرية، ومستشفياتها، ومناوراتها العسكرية، وتنظيمها للفعاليات المهمة كالجنادرية، وسباق الخيل والهجن، فضلاً عن مشاركة رجال الحرس الوطني من العسكريين إلى جانب إخوانهم وزملائهم في الجيش والأمن في حماية الوطن من الطامعين تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك سلمان بن عبدالعزيز.
**
لكن الانطباع الآخر - المهم - ما عرض أمامنا برعاية سمو وزير الحرس الوطني الأمير خالد العياف، وما تحدث به المتحدثون عن استيعاب الطلاب في الكلية لأهم التقنيات، وتوظيفها في خدمة التعليم والتعيين والقبول والاختيارات، وغير ذلك مما يأتي في خدمة تهيئة الطالب ليكون بعد تخرّجه في الكلية على مستوى من الكفاءة، والقدرة القتالية، والتمكّن من استخدام سلاحه على نحو لا يخطئ الهدف، في ظل مهاراته وقدراته في تطويع سلاحه بما يجعله في موقع القادر على هزيمة العدو، وإنزال حمم سلاحه في مواجهاته للأعداء.
**
الصورة الجميلة كانت واضحة لنا، فقد كنا أمام تطور نوعي في إعداد الطالب في كلية الملك خالد ليكون بمواصفات عالية حتى يتوفر فيه ما هو مطلوب من كفاءة الاقتدار، بفضل الإمكانات الهائلة والكبيرة التي تم استعراضها أمام سمو الوزير وبحضور كبار القادة في الكلية والطلبة الذين كانوا يستعدون للاحتفال بتخرّجهم اليوم، منهين بذلك سنوات من العمل والجد استعداداً لهذا اليوم التاريخي في حياة كل منهم، ولكي يأخذوا مواقعهم المناسبة لخدمة دينهم ووطنهم.
**
تذكّروا أن كلية الملك خالد العسكرية بدأت بجناح للمرشحين عام 1385هـ، تلته المدرسة العسكرية عام 1393هـ، ثم ولادة الكلية وافتتاحها عام 1403هـ ليتم تخريج الدفعة الأولى من الضباط في العام 1405هـ بعد أن تم إعدادهم وتدريبهم وصقلهم بكل المعارف والمهارات العسكرية والأكاديمية اللازمة ليكونوا ضباطاً في وحدات الحرس الوطني، أي أن التحول من جناح متواضع للمرشحين، إلى مدرسة لا تلبي طموحات الوزارة، ثم إلى كلية تتوفر فيها كل المواصفات كما في أهم الكليات العسكرية في العالم احتاج إلى سنوات من العمل، والتخطيط، والمتابعة، ورصد الميزانيات السنوية الضخمة، بما جعلها تصل إلى ما وصلت إليه بوصفها كلية تعليمية عسكرية تقدّم العلوم العسكرية والأكاديمية لطلابها، وتعدهم إعداداً علمياً وثقافياً بمثل ما هو معروف عن الكلية.
(يتبع)