«الجزيرة» - وكالات:
كشفت دراسة حديثة أن الاعتقاد السائد لدى الكثير من الناس بأن الاستمتاع بلحظات مميزة، مثل حفلة موسيقية أو رحلة أو وجبة في مطعم، يكون أفضل كلما ازداد عدد الناس الذين نتقاسم معهم تلك اللحظات، يتغيّر مع الوقت، حيث يشعر المرء أنه كلما كثر عدد الأشخاص الذين يتشاركون لحظة ما، تتراجع درجة الاستمتاع بها، مثلما هو الحال في اختيار نفس الوجهات السياحية أو الذهاب إلى نفس الحفلات الموسيقية أو ارتداء نفس الموضة.
وأوضح عالم النفس راجيش بارغافه من الكلية الإمبراطورية للعلوم والتكنولوجيا والطب بلندن أن هذا التغيير في الموقف سببه أن المتعة والسعادة تتلاشيان بسرعة عندما يتشاركهما الناس مع بعضهم البعض.
وأضاف بارغافه في دراسته، التي نشرت في «مجلة علم النفس المجتمعي والاجتماعي التطبيقي» اللندنية، أنه كلما ازداد عدد الأشخاص الذين يتشاركون الشيء، يظهر الشعور بالشبع وبعدها الملل بشكل أسرع.
وقال الباحثون إن نتائج هذه الدراسة لا تتعارض مع نتائج بحث سابقة كشف أن الاستمتاع بلحظة ما أو بشيء ما يكون أفضل عندما نتقاسمه مع الآخرين، ومن بين الأمثلة على ذلك أكل الشوكولاتة بشكل جماعي، كما أن زيارة حفلة أو تناول الطعام بشكل جماعي يتيح متعة أكثر مقارنة مع الذهاب وحيدا.
وأفاد بارغافه وفريق عمله أن الفرق يكمن في أن الإحساس بالروتين والملل يزداد عندما يركز أكثر من شخص انتباههم على نفس الشيء، فالمتعة الجماعية بنفس الشيء لا تدوم طويلاً.
وراقب الباحثون عدداً من الأشخاص أثناء سماع نفس الموسيقى أو زيارة نفس المعارض الفنية أو تذوق نفس الحلويات، وتوصلوا إلى أنه عندما ننظر إلى نفس الصور أو نسمع نفس الموسيقى أو نأكل نفس الوجبة مع آخرين، يتسرّب إلينا الملل حتى دون الحاجة لسماع عبارات استياء أو رؤية ملامح أحد الأشخاص التي تعبر عن ذلك.
ونبه الباحثون إلى أنهم لا ينصحون بالتهرب من الأصدقاء والعائلة للاستمتاع أكثر، بل يوصون بتفادي نفس الاختيارات الموسيقية وأكل نفس الوجبات أثناء الأكل الجماعي في مطعم وتفادي زيارة نفس الأماكن في نفس الوقت.