عروبة المنيف
أعلنت الهيئة العامة للرياضة منذ أيام تحقيقها لأحد أهداف رؤية 2020 وبزمن قياسي، حيث ازدادت نسبة ممارسة الرياضة وفقاً للإحصائيات لتصبح 23 % في الربع الأول من عام 2018، وهو الهدف المأمول تحقيقة في عام 2020، في حين شكلت تلك النسبة في عام 2015، ما يقارب الـ 13 %، لتسجل زيادة بمقدار 10 % في «أقل من ثلاث سنوات». وقد حدد المسح الميداني من خلال الاستبانات المقدمة، الأشخاص النشطين بأنهم الأشخاص الذين يمارسون نوعاً محدداً من النشاط البدني بشكل منتظم ومتكرر على الأقل مرة واحدة أسبوعياً.
لا شك إن المبادرات والخطوات التي خطتها الهيئة منذ إنشائها إلى الآن، في إقامة الأندية الرياضية ومنح الفسوحات والتسهيلات والتراخيص لإقامة الأندية الرياضية، ومجهوداتها في تنظيم الفعاليات الرياضية بكافة أشكالها، وعلى الأخص تلك الموجهه للمرأه، كان لها دور كبير في الرفع من نسبة الوعي بأهمية الرياضة، وقد ترجمت تلك المبادرات على هيئة مؤشرات صحية إيجابية أنجزتها الهيئة في فترة قياسية وتعتبر مؤشر هام في عملية قياس مستوى الوعي بأهمية الرياضة.
على الرغم من الدور الهام التي تقوم به هيئة الرياضة إلا أننا لا نستطيع تجاهل دور العوامل الأخرى المؤثرة في الارتفاع القياسي بذلك المؤشر الصحي، فوزارة الصحة على سبيل المثال ومجهوداتها التوعوية والوقائية ساهمت بما لا يدعو مجالاً للشك من خلال التوعية الصحية والبرامج الوقائية التي تبثها في كافة القنوات الأعلامية في الرفع من مستوى الوعي بأهمية الرياضة والاهتمام بالصحة العامة، ولا نغفل دور التأثير الشخصي كذلك لبعض الرموز المجتمعية في التأثير على تلك المؤشرات بالإيجاب.
فقد اطلعت على مقابلة أجريت مع وكيل وزارة الصحة لشئون لصحة العامة وتم تداولها بوسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهر فيها الوكيل فخوراً بأعداد الكيلومترات التي يقطعها يومياً متريضاً، وبما يزيد عن التسعة كيلومترات وبرفقة وزير الصحه، يقطعونها يومياً على الرغم من مشاغلهما.. فالوزير، حسب الوكيل، يمارس عمله أحياناً وهو يمشي.
تلك الممارسات وما يتبعها من تصريحات تبث للجمهور وتصدر عن شخصيات تعتبر قدوة، يكون وقعها على الآخرين قوي، لما يشكل المثل الأعلى من تأثير على الناس ليكون مثالاً يحتذى به.. فالتأثير بالأفعال أبلغ من التأثير بالأقوال. فإذا كان الوزير بمشاغله الكبيرة يستطيع أن يمارس رياضة المشي بهذه الكثافة فلماذا غيره لا يستطيع؟!.
أضيف هنا أيضاً، دور البلديات في نظافة الشوارع وتأهيلها وتجهيز المسارات للمشي وإنشاء الحدائق وصيانتها للتريض، حيث تعتبر رياضة المشي من أرخص أنواع الرياضات من ناحية الكلفة وأسهلها، وتناسب جميع أفراد المجتمع ناهيك عن اعتبارها متنفساً ووسيلة ترفيه أيضاً.
إن تضافراً الجهود من قبل جميع الجهات المعنية وفي جميع القطاعات لتحقيق الأهداف الصحيه المجتمعية سيكون له دور في تحقيق الأهداف بيسر وسهوله، ويجدر بنا أيضاً في هذا السياق، الإشاده «برنامج جودة الحياة» المعلن عنه مؤخراً والذي يؤكد على مشاركة المرأه في الألعاب الرياضيه في الأماكن العامة وتشجيع المساواة بين الجنسين في المشاركات الرياضية بما سيترك أثراً كبيراً أيضاً في تحقيق الأهداف الرياضية وغير الرياضية وفي أزمان قياسية أيضاً.