إن تاريخ 22 - 8 يشكل نقطة فارقة في حياتي، ففي هذا التاريخ تجسدت هيبة العزاء وألم الفقد، والنظرات المشتتة والحزن الجاثم على القلوب، والنحيب والبكاء، وحالة من التكذيب لحقيقة واقعة، لأنها صدمة تتمازج بسببها مشاعر شتى. أنا لم أعد كما كنت قبل 22 - 8 ففي هذا التاريخ رحل والدي عبدالعزيز بن سعد الحمدان رحمه الله إلى حيث لا عودة، ودعنا وداعاً ليس كوداعه المعتاد عند سفرنا، بل هو وداع لا لقاء بعده.
يا أبوي رحلت إلى خالقك ليهل علينا شهر رمضان والعيون تبكيك والحزن يهصر القلوب وفي كل عام يتجدد الحزن في 22 - 8.
أزف شهر شعبان للرحيل هذا العام لأعيش الحزن عليك يا أبوي أشعر بغصة وألم تفوق قدرتي في التعبير عنها، إنه رمضان الثالث الذي يهل علينا دونك يا أبوي رحمك الله.. فقدك علمني يا أبوي أن الدنيا دار غرور خادعة ما أشد قسوتها عندما تصفع الإنسان ليفيق وقد فقد أحبابه لم يعد باليد حيلة ولا أملك لك إلا الدعاء فوجيعة رحيلك لا يدركها إلا من تجرع مرارة كأسها، بفقدك يا أبوي أغلق باباً من أبواب الجنة لا حرمك الله من نعيمها.
ما زال حزننا لفراقك عميق ومتجدد فاللهم اجعل مقر والدي نعيماً مستديماً في جنة الفردوس برحمتك.
في شدة مرضه كان والدي أنموذجاً عظيماً في الصبر على ما أصابه لن أنسَ نظرة الألم الصامتة في عينيه صبراً واحتساباً، فأسأل الله العلي العظيم أن يجعل من صبرك واحتسابك رحمة وطهوراً ورضواناً عليك.
اللهم يمن كتابه ويسّر حسابه وثقّل بالحسنات ميزانه وثبّت على الصراط أقدامه وأسكنه في أعلى الجنات واجعل نفسه آمنة مطمئنة ولقنه حجته.. اللهم آمين.
** **
- لولوة عبدالعزيز الحمدان