يوسف المحيميد
حينما يتحدث الاقتصاديون عن التطورات الجديدة في المملكة، يشيرون دائمًا إلى أنها أصبحت جاذبة للاستثمارات الأجنبية، خاصة فيما يتعلق بالتسهيلات الممنوحة للقطاع الصناعي في توجه واضح للدولة إلى التصنيع، وكل يوم يتم تحديث وتجديد طرق الدخول إلى السوق، بطريقة تكشف أن الزمن البيروقراطي في الإجراءات ولَّى إلى غير رجعة!
هذه الجاذبية ليست مقتصرة على المجالات الاقتصادية فحسب، وإنما في الجوانب الإعلامية، فمن يتابع الصحافة الأجنبية، ووسائل الإعلام الرقمي العربي والأجنبي، يكتشف أن عنوان «العربية السعودية» عنوانا جاذبًا للجميع، في مختلف الأخبار، سواء السياسية أو الاجتماعية، وكأنما أخبار المملكة جاذبة حتى للقراء غير العرب، وكما لو أصبح اسم السعودية ماركة معتمدة ومثيرة، فقد أخبرني أن النشر اليومي عن المملكة تضاعف في الوقت الراهن عما كان عليه قبل ثلاث سنوات، فما الذي يجعل هذا البلد الآمن مطمع الإعلام الغربي والعربي؟
هل دور هذه البلاد كأهم منتجي البترول، وقدرتها الفذة على قيادة السوق منذ السبعينات وحتى الآن؟ ولأهمية الطاقة - كما نعرف - في عالمنا المعاصر؟ هل بسبب كونها قبلة المسلمين، أمة المليار مسلم؟ هل لدور المملكة ومكانتها إقليميًّا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية؟ هل لسطوة الشباب السعودي وقدرتهم على التحكم - على الأقل عربيًا - في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر؟ هل لانتشار السعوديين والسعوديات في معظم الدول الأجنبية كمبتعثين للدراسة، ودورهم كسفراء لوطنهم في تلك الدول؟
أعتقد أن كل هذه الأسباب، وربما أكثر من ذلك، هي ما تجعل «العربية السعودية» كلمة جاذبة في كثير من العناوين الصحفية الغربية والأجنبية عمومًا، فكلما ازدادت الأضواء حول شخص أو كيان، دل ذلك على أهميته، وقدرته على التأثير والتغيير، فأهلا بحضورنا الإعلامي حتى لو لم يكن منصفًا أحيانًا.