ثامر بن فهد السعيد
بنهاية الأسبوع الماضي شهدت المملكة العربية السعودية ولادة برنامج جودة الحياة 2020 وهو أحد أعمدة المملكة في رؤية 2030 لاكتشاف المكامن غير المستغلة أو المعطلة في البلاد التي من شأنها رفع مستوى العيش في السعودية وذلك في وضع البلاد ضمن خارطة وتصنيف ستة من أهم المؤشرات الدولية المعنية بجودة الحياة، في مجملها هذه المؤشرات الستة تتقاسم عناصر متكررة في تقييمها منها الصحة، التعليم، البيئة، الرياضة والنقل، ولكل من المؤشرات الستة إضافات أخرى تقيم فيها جودة الحياة في أي مدينة أو دوله، كما أن هذه المؤشرات تغطي النسبة الكبرى من دول ومدن العالم.
كان من الرائع أن تضم الوثيقة في بدايات صفحاتها مؤشراتها المرجعية التي من خلالها سيتمكن المستفيد النهائي وهم نحن من مراقبة مؤشرات الأداء (KPIs) للإدارة التنفيذية للبرنامج من جانب والجهات العاملة معها من جانب آخر وأيضا يجب أن تنعكس هذه المؤشرات على حياتنا ومعيشتنا اليومية. لذلك فإن البرنامج ومحفظة مبادراته تعد خدمية وتتعامل مع الجمهور بشكل مباشر حالها حال الإسكان، الصحة وغيرهم من الجهات الخدمية في المملكة حتى وإن تنوعت القطاعات والمستهدفات.
لنستطيع تقييم حجم العمل المنتظر من البرنامج حتى وإن كان الهدف النهائي إيصال ثلاث مدن على الأقل إلى قوائم المدن ذات جودة الحياة المرتفعة، يجب أن نعرف موقعنا الحالي في قائمة المؤشرات التي حددها البرنامج أو من ننافس للوصول إلى هذه القائمة، في قائمة مجلة مونوكول Monocle والمكونة من 25 مدينة جاءت مدينة طوكيو للسنة الثالثة على التوالي على رأس هذه القائمة ثم فيينا تليها برلين، ميونخ وكوبنهاجن وآخر المدن في تصنيف مونوكل هي أوسلو. أما قائمة ميرسر Mercer فنحن أمام تحدٍ أكبر كون ميرسر تضع قوائمها على أساس أفضل وأسوء عشر مدن من حيث جودة الحياة لمقاييس متعددة وأيضاً تأخذ ميرسر في الحسبان النطاق الجغرافي للمدن، أما بقية المؤشرات فهي لا تقل تحدياً عن هذه الأمثلة المسرودة هنا.
منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 شدد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الشفافية والمتابعة من خلال مؤشرات الأداء وغيرها من الأدوات الأخرى التي تسهم في متابعة التنفيذ وتقدم التطبيق اليوم ومع إطلاق برنامج جودة الحياة 2020 يحسب لمعدي البرنامج ووثيقته إطلاقها بمؤشراتها التي تتيح لنا كمستفيدين متابعة التطور في التنفيذ من خلال التركيز على مكاننا ضمن هذه المؤشرات بالإضافة إلى متابعة المتغيرات على حياتنا اليومية، هذا تحدٍ شجاع يحسب لهم ويرفع من سقف الطموح في بلد أصبح الطموح عنوانه الرئيس.
تحتوي هذه الوثيقة على ما يزيد على 230 صفحة لا يفي عرض واحد لتغطية محتواها، اليوم نتعرف على آليات قياس أداء البرنامج وفي عرض أو مقال آخر نكتشف المزيد إما في الفرص أو القطاعات المستهدفة ونحن اليوم داخل بيئة كبيرة لاحتضان المشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال. فهذا سيتيح أيضاً أبواب إضافية للفرص.