يوسف بن محمد العتيق
«المسارعة إلى المصارعة» ليست وصفا لحال هيئة الرياضة في الأيام المنصرمة حين نظمت مسابقة عالمية في المصارعة الحرة، وكانت حلبتها في بوابة الساحل الغربي مدينة جدة، وليست «المسارعة إلى المصارعة» وصفا بالمدح أو الذم لهذه المناسبة الرياضية!.
«المسارعة إلى المصارعة» هو عنوان كتاب تراثي ألف في القرن التاسع الهجري يشجع على رياضة المصارعة، وقبله ألف في القرن الرابع الهجري كتابا بل كتبا تحث على رياضة الرماية، وبعد ذلك ألف أكثر من عالم كتبا تحث على رياضة الفروسية، وكتابا أو أكثر يتحدث عن رياضة السباحة!!
كل هذه الكتب تؤكد على جانب مهم أن الرياضة بصورها المتعددة جزء أصيل من ثقافتنا الإسلامية والعربية، وأن هذا الجانب لم يغب عن مدونات العلماء والكتاب القدامى.
وهنا سؤال: أين هيئة الرياضة والجهات المعنية بمثل هذه الموضوعات مثل وزارة الثقافة والإعلام والمراكز البحثية الثقافية عن نشر مثل هذه الكتب وتعريف المجتمع وضيوف البلد بأن موروثنا العظيم كان حافلا بالحديث عن الرياضات والتشجيع عليها؟
أنا على ثقة تامة بأننا سنجد عناية بتاريخ الرياضة، كما أننا نجد الآن بحمد الله عناية بحاضر الرياضة، وبخاصة أننا نشهد هذه المرحلة علمية التحول الوطني الذي يقوم على أهمية نشر الوعي الوطني وربط المواطن بوطنه وإرثه الوطني والتاريخي الكبير.
ولا نستغرب أن نجد شبابا على رأس المسؤولية همهم إبراز الدور الكبير والكريم لهذه البلاد وأهلها عبر القرون في نشر الوعي في كل المجالات لتحقيق تطلعات ولاة الأمر في خدمة المواطن والمقيم على ثرى هذا الوطن الطاهر.