سلطان المهوس
لماذا يسحرك الدوري الأوربي بينما تضخ «الصين» مئات الملايين من الدولارات دون طائل أو شهرة أو حتى التفاتة للنجوم الذين تستقطبهم هناك رغم أن عدد سكان الصين « مليار و 414 مليون و138 ألف و 518 نسمة» أي أكثر من سكان أوربا مجتمعة..!!
لماذا لا أحد يستطيع حتى الاقتراب من الشغف والشهرة الأوربية حتى في أمريكا الجنوبية المتفجرة بالمواهب ..؟؟!
التاريخ .. نعم فأوربا لديها تاريخ وإرث حقيقي لكرة القدم وتماسك بالتطور يصل حتى الإبهار والشغف حتى إن القرار «الفني» أصبح أوربيا قبل أن يكون داخل طاولات «فيفا»..!!
انتبهت أوربا لنقطتين هامتين..
الجمهور والإعلام..
عملت على صناعة أفضل بيئة مثالية للجماهير التي تحضر المباريات ابتداء من شراء التذكرة وانتهاء بالوصول الآمن للبيت مع مراعاة جمالية الملعب وجاذبية السعادة للمشجع فوق مقعده وتقديم أرقى الخدمات له والأهم الحفاظ على حقوقه الصحية والقانونية (مافيه عندهم «معك ولاعة يا الحبيب..!!»)
الإعلام الرياضي في أوربا هو في الحقيقة أكبر مصدر للإعلان الترويجي لكرة القدم فطريقة تقديم النجوم وصورهم والقصص الإخبارية حولهم وقوة الذكاء في إبهار المتلقي واحترام المؤسسات الرياضية لدور الإعلام وتنظيمه بحيث لا يدخل «أبو ريالين» المنظومة الإعلامية صنع واجهة كبيرة للانتشار والشغف..
طبعا الأكيد أن أساسات التنظيم والإدارة الجيدة وغيرها تندرج حول الأمر لكن قصدت أن أبدأ بالجماهير والإعلام كونهما يعانيان لدينا في المنافسات الكروية السعودية مع إعلان خطة وصول الدوري السعودي لأفضل عشرة دوريات عالمية ..!!
ربما نستطيع أن نجهز الملاعب بشكل جيد جدا لكن واقع الكفاءات الإعلامية لا يمكن أن يخدم فكرة انتشار ووصول الدوري ليكون ضمن الأفضل عالميا بسبب ندرة الإعلاميين السعوديين المؤهلين لمواكبة ذلك وضعف التدريب والاحتكاك وهيمنة جيل « البريد» و» الفاكس» على المشهد تحت غطاء «انبشوا التاريخ للإثارة» و «جمهورنا أكثر من جمهوركم» بل تصل جرأة إعلاميين رسميين على تقزيم نجوم التاريخ الكروي السعودي بشكل سخيف يؤكد أن إعلاما كهذا لا يمكن الوثوق به لكي يكون واجهة أحد أفضل الدوريات بالعالم ..!!
لدينا كفاءات شابة جيدة إعلاميا لكنها تعاني من «التهميش» لدرجة أنها وجدت أن السبيل الوحيد للبقاء هو مسايرة الواقع..!!
جماهير مرتاحة وإعلام ذكي متعلم مهنته وفاهم دوره سيسهل كل مهمات النجاح فهما العمودان الفقريان للربح والانتشار والشغف وتحقيق الهدف..