عبدالله العجلان
لا أدري لماذا أثارت أرقام ديون الأندية المعلنة مؤخراً استغراب الكثيرين وهي التي سبق نشرها والحديث عنها في مواسم سابقة بأرقام مقاربة؟.. أين هم مما كان يطرح في السنوات الماضية من تحذيرات وقراءات كانت جميعها تشير إلى أن الأندية بلا استثناء مقبلة على أزمات مالية عاصفة نتيجة فوضى الإنفاق، وعزوف الداعمين والشركات والمؤسسات الراعية لأسباب ومبررات مختلفة؟.
شخصياً كتبت هنا مقالات عديدة حول هذا الموضوع، بل طالبت الرئاسة العامة لرعاية الشباب ثم فيما بعد هيئة الرياضة وكذلك اتحاد الكرة بتطبيق اللوائح والأنظمة والقواعد المحاسبية الصارمة سواء داخل الأندية عبر جمعياتها العمومية، أو في إخلاء طرف وأيضاً اعتماد مجالس إداراتها، وفي إجراءات تسجيل اللاعبين، وأكدت غير مرة أن التساهل في هذا الشأن سينتج عنه مشاكل وقضايا لاحقة يصعب حلها والتعامل معها وبخاصة تلك المرفوعة للاتحاد الدولي.
الآن مع التوجه التصحيحي الذي يقوم به معالي رئيس هيئة الرياضة، وبعد التنظيمات التي أعلنت عنها رابطة دوري المحترفين مؤخراً نتمنى إلا تتكرر ذات الأسطوانة ولا يكتفى بإعلان الديون، وإنما يفرض على الأندية الإنفاق وفقاً لإيراداتها، وإلا تكون ميزانياتها وقوائمها المالية مجرد أوراق وأرقام شكلية لتمرير معاملاتها والأهم من ذلك تعاقداتها.. إضافة إلى أهمية تطبيق نظام (الرخصة المحلية) التي أقرتها الرابطة كشرط أساسي وإلزامي للمشاركة في دوري المحترفين ودوري الأمير محمد بن سلمان، كما الرخصة الآسيوية في دوري أبطال آسيا، مع التنبيه إلى ضرورة أن يعلن اتحاد الكرة قبل ذلك عن حقوق الأندية المعطلة والمتأخرة من الرعايات والنقل التلفزيوني وجوائز الأبطال.
تقزيم الزعيم..!
على غير ما هو معروف ومألوف ومفترض على جميع وسائل الإعلام في تعاملها مع إنجازات المنتخبات والأندية وحتى الأفراد والاحتفاء بها، رأينا في بعض برامجنا الرياضية توجهاً غريبا في التعامل مع تحقيق الهلال لبطولة الدوري الأخير يتنافى مع مفهوم الحيادية والواجبات والمبادئ المهنية، فمنذ اليوم التالي للبطولة بدأت هذه البرامج في طرح محاور واثارة قضايا قديمة ومنسية وأخرى لا قيم ولا هدف لها سوى التقليل من تفوق الهلال ونجومه والتشكيك ببطولاته بما فيها الآسيوية التي نال بموجبها لقب نادي القرن الآسيوي، في وقت كان يتطلب منها الإشادة بالهلال إدارته ومدربه ونجومه على تحقيق بطولة دوري صعب قياساً بالظروف التي مر بها الفريق.
كنا نظن أن أساليب الاستفزاز وتأليب الرأي العام وبث الشائعات والأكاذيب في البرامج قد انتهت في زمن الإعلام الجديد المتغير، لكن ما يجري ويصدر فيها وتحديداً ضد الهلال ومتى؟.. بعد حصوله على البطولة الأقوى والأصعب يجعلنا نحزن ونتألم على ما وصلت إليه من أطروحات وآراء وتعليقات مخجلة ومؤذية لفكر ومشاعر وذائقة المتلقي، لا تعكس نجاحنا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، ولا واقعنا الرياضي المتطور في هذه المرحلة التي يقودها بحماس وبذل وعطاء معالي رئيس الهيئة الأستاذ تركي آل الشيخ.
أنا أو أي إعلامي يهمه نشر الحقيقة والمعلومة الصحيحة مع النقد الهادف ومناقشة وكشف الأخطاء والتجاوزات في أي ناد وكذلك الإثارة بحدودها المعروفة، لكننا ضد الاستهداف واستقصاد ناد بعينه من خلال فبركة وتأليف قصص ومواقف من الأوهام ونسج الخيال، فكيف إذا كان هذا النادي هو الأبرز والأميز والأكثر بطولات وفائز للتو ببطولة دوري للموسم الثاني على التوالي ويدعم منتخب وطنه بأكثر من 10 نجوم، مقابل تلميع أندية أخرى وغض الطرف عن مشاكلها وديونها الضخمة وتجاهل إخفاقاتها بمباركة وتأييد وربما تحفيز من القائمين على هذه البرامج إعداداً وإخراجاً وتقديماً.
لهؤلاء نقول: في عصر الشفافية وتوفر المعلومة السريعة أصبح موقفكم وموقف ضيوفكم ضعيفاً مضحكاً محرجاً أمام ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي، وبالذات تويتر من تعليقات قوية مقنعة مدعومة بالحقائق والوثائق والأرقام.