عبد الله باخشوين
درجت المجتمعات العربية على القول بأن (إحياء) الذكر لا يكون إلا بوجود (ولد) أو(صبي) يحيي ذكر (العائلة بعد وفاة الأب ويرث موروثها ويضمن اشتعال (نار موقدها) للضيف.
في (القرآن الكريم) لم ينسب أحد لأمَة سوى نبي الله (عيسي) عليه السلام ..حيث يرد -دائما- بنداء يا{عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} وذلك لدحض القول بأنه (ابن الله) كما زعم بعض النصارى.
أما ما جاء في سورة (آل عمران) حول نذر أم السيدة (مريم) لما في بطنها:-{رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا }..ظناً منها بأنه سيكون ولدًا (فلما وضعتها قالت {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى} وتأكيد القول {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}...يوحي بأن المجتمعات القديمة كانت تنظر لـ(الذكر) أو(الولد) نظرة مميزة... حتى عندما يدعو {زَكَرِيَّا رَبَّهُ} فإنه يحدد نوع مطلبه بالقول {فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا} الآية. الهدف من كل هذا الذي تقدم هو القول إن الديانات الثلاث الكبرى.. نقضت كل مفاهيم القديمة لدى الشعوب (الزراعية) القديمة ودياناتها التي ترعي المجتمعات (الأمومية) التي كانت تنسب المواليد لأمهاتهم وليس لآبائهم... باعتبار أن الأم هي الراعي الأكبر ومنشأ الخصوبة كرديف للأرض الزراعية الخصبة التي تنتج كل شيء.
طبعا هذا الكلام لا يهدف للتقليل من شأن الإناث وأنا- شخصيا- أحب وأهم ما في حياتي ... هن أمي.. وزوجتي.. وابنتي
وما العمل في بلادنا على إزالة التقليل من النساء وسن القوانين التي تضمن لهن حقوقهن إلا عمل إنساني متفوق يهدف لخلق العدل والمساواة.. رغم أن هناك شؤونًا تشريعية جاء بها القرآن الكريم كالإرث والشهادة وغيرها من الأشياء التي لا يمكن تجاوزها شرعًا وقانونًا... والذي دفع لكتابة ما تقدم هو نوع من الجدل ينشأ أحياناً بيني وبين أبنائي حول أختهم التي يرون أنها تمارس على العائلة نوعا من الابتزاز العاطفي بحجة أنها ابنة وحيدة يجب أن تكون لها الأولوية في كل شيء وأنا موافق على هذا بالطبع.