صيغة الشمري
انتشر مقطع قبل أيام يقوم فيه أحد الشباب بترهيب طفلة صغيرة بريئة من مادة الرياضيات ومن الدراسة عموماً بكلمات قاسية ومرعبة جداً أوصلت الطفلة لحالة من الخوف الشديد لدرجة البكاء بشكل ينفطر له القلب، وبغض النظر عن نوايا الشاب وأهدافه من تسجيل هذا المقطع وعدم توقعه بأن ينتشر بهذا الشكل الكبير الذي ولّد حالة من الاستياء عند كل من شاهده، وإن كان هذا الشاب هو أب الطفلة، فهذه كارثة تدل على عدم الإحساس بالمسؤولية والاستهتار بالعواقب الوخيمة التي أصيبت بها هذه الطفلة المسكينة التي قد تصل إلى كره الدراسة وفقدان مستقبلها التعليمي إن لم تتم معالجتها نفسياً بشكل سريع وعاجل، لازال مجتمعنا يجهل الكثير حول حقوق الأطفال الملزمة والتي هي حق من حقوقهم بفعل القانون وليس حسب مايراه الأب أو تراه الأم، العنف النفسي أو الجسدي ضد الأطفال لازال بحاجة لقوانين صارمة تجبر الجميع على الالتزام به لحماية الطفولة البريئة والتي لاحول لها ولاقوة ولاذنب لها سوى أنها ولدت لأسرة جاهلة وغير مبالية ولا تكلف نفسها بأي مجهود تجاه تربية ابنائها أو الاهتمام بهم، ولقد تفائلنا خيراً بعد أن سمعنا عن صدور قوانين تمنع استغلال الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي بغرض التكسب المادي من خلال جمع الكثير من المتابعين ومن ثم جلب إعلانات بمبالغ مادية بصورة قد تحرم الطفل من الاستمتاع بطفولته مثل أقرانه من الأطفال ووضعه تحت ضغوط الشهرة أو غيرها من الضغوط التي لاذنب للطفل بها وقد لايكون هذا خياره عندما يكبر ويصبح القرار بيده لابيد أهله الذين أقحموه في عالم ليس من اختياره ولا يناسب سنه الطفولي.. مجتمعنا بحاجة ماسة لسن الكثير من القوانين الشاملة لحماية الأطفال وليس فقط فيما يخص وسائل التواصل الاجتماعي، بل في كل أمر قد يلحق ضرراً جسدياً أو نفسياً بطفل بريء مثل كثير من مقاطع تمر علينا بكثرة ولا أحد يكترث بمعاقبة من قام بإيذاء طفل بأيّ شكل من الأشكال.