محمد بن علي الشهري
عُرف عن الهلاليين منذ الأزل حدبهم وقدرتهم على احتواء كلما يطرأ داخل بيتهم الكبير من مشكلات، أو اختلافات في وجهات النظر، واضعين نصب أعينهم مصلحة الكيان.. ولهذا دانت الأمجاد للزعيم طائعة محتارة إلى أن بلغ ما بلغه من مكانة لا أحد ينازعه فيها أو عليها.
ولأن هذا هو أحد أهم أسرار الزعامة المطلقة، كان من الطبيعي جداً أن يعمل المتربصون كلما في وسعهم لضرب هذا الحصن من خلال تكرار محاولات (الدّس) والوقيعة بين الهلاليين، غير أن كل محاولاتهم السابقة قد فشلت، ومع ذلك لم، ولن يكفّوا عن محاولاتهم الخبيثة؟!.
وما يجري هذه الأيام من تركيز برامجي هدفه تأليب الجماهير والرأي العام الهلالي بقصد الوقيعة بين رجالات الهلال، ماهو إلاّ حلقة في مسلسل المحاولات الرامية إلى تدمير هذه الميزة المتوارثة المؤرقة لهم، على أن المؤسف هو تجاوب بعض الجماهير والأصوات الإعلامية الهلالية مع (المكيدة) المفتعلة على طريقة (مع الخيل ياشقرا) وكأني بهم قد ابتلعوا الطُعم هذه المرة؟!.
السؤال: هل تنبّه كبار الزعيم للمسألة، فاجتمعوا للعمل على احتواء الموقف وتفويت الفرصة على هواة الاصطياد في المياه العكرة.
أين أنتم من زمان؟!
السؤال أعلاه لا يعني ولا يحمل أي نوع من أنواع العتب على المعنيين اليوم بشأننا الرياضي، بقدر ما يحمل ويعني (الحسرة) على ماتم إهداره من أموال ووقت خلال المرحلة الماضية كنا أحوج ما نكون إلى استثمارها في أوجهها الصحيحة؟!.
ذلك أن بوادر الأزمة المالية الراهنة التي تحيط بأنديتنا إحاطة الطوق بالمعصم، كانت واضحة وجلية، وقد حذّر منها أكثر من خبير، وأكثر من عليم، وبالتالي كان يمكن احتواء المشكلة في حينه بشيء من التنظيم والتقنين والمتابعة الجدية بدلاً من ترك الحبل على الغارب، والوقوف موقف المتفرج، فيما يعيث ويعبث (المهايطية) وأصحاب المنافع الخاصة بحاضر ومستقبل رياضتنا من خلال إغراق الأندية في بحورمن الديون والقضايا، لذلك كان من الطبيعي أن تكون المحصلة على النحو المُعلن من الكوارث؟!.
كان الله في عون عرّاب مرحلتنا الشاملة، الأمير محمد بن سلمان، وعرّاب مرحلتنا الرياضية القادمة، معالي المستشار تركي آل الشيخ، وسدد خطاهما لما فيه خير البلاد والعباد.