يوسف المحيميد
أعتقد أننا فعلاً بحاجة شديدة إلى برنامج متخصص في البحث عن التفاصيل الصغيرة الغائبة في حياتنا اليومية، التي من شأنها نقل الحياة إلى مستوى جودة أعلى مما هي عليه الآن، ولا أتخيل أي نجاح لمثل هذا البرنامج من غير أنظمة وقوانين وتشريعات، وتنفيذ لها، ورقابة مستمرة عليها، كي نحافظ على مستوى الجودة في حياتنا التي بالفعل يجب أن تكون في مستوى التطور الذي نطمح إليه في حراكنا الاقتصادي والاجتماعي المستمر.
ما أفهمه أن جودة الحياة تعني جودتها في كافة أوجهها، الخدمات الطبية والتعليمية المقدمة، وأنظمة السير ودقة اتباع التعليمات المقرَّة، وتوفير النقل العام بشكل متطور، ووسائل الترفيه المختلفة، والعناية بالحدائق ونظافتها، والنظافة العامة للمدن، وغيرها مما يجعل الحياة في مدننا تصبح أجمل، سواء على مستوى الخدمات والترفيه، أو على مستوى الحقوق المكفولة للمواطن، سواء حقوقه تجاه الجهات الحكومية أو المواطنين الآخرين.
إن شعور المواطن بالاهتمام في تلبية كافة تفاصيله اليومية سينعكس مباشرة على راحته وسعادته، وبالتالي على دقة أدائه ومستوى إنجازه، ودوره في التنمية الوطنية.
نحن متفائلون بالمستقبل، وطاقة الشباب في المجتمع السعودي، الذين يمثلون نحو 70 في المائة، تعني أنه ليس لدينا الموارد الطبيعية فحسب، بل الكفاءات الشابة الطموحة، والخطط التي تقود إلى مستقبل واعد، يبني على إنجازات سابقة ومهمة، لذلك من الطبيعي أن يصحب هذا النمو والتطوير والطاقة النشطة، مستوى جيد من الحياة لهؤلاء الشباب الذين يحملون الوطن في قلوبهم، ويعلمون لأجله، ولأجل مستقبلهم، ومستقبل الأجيال المقبلة.