الثقافية - محمد المرزوقي:
مسيرة حافلة بالعطاء للزميلة الكاتبة في صحيفة (الجزيرة) الدكتورة خيرية بنت إبراهيم السقاف، وسيرة مخضبة بالتكريم، الذي يتوج سيرته تكريم السقاف من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 32)، بوصفها إحدى الشخصيات في المملكة التي نالت استحقاق تكريم من هذه المكانة ومن هذا المنبر الوطني، الذي يجسد صورة من صور تكريم قيادتنا الراشدة للعلماء، وتعزيزها لمكانة أهله، واحتفاء وتقديرا لسير أرباب الثقافة والفكر والإبداع في بلادنا، ما جعل من تكريم خيرية السقاف في المهرجان الوطني، ذا دلالات على هذه الأبعاد متجسدة ومجسدة دور المرأة السعودية في مختلف المجالات، وعبر المنابر داخل الوطن وخارجه، ما جعل من المؤسسات الثقافية والأخرى المدنية، تسير في ركب هذا التوجه القيادي المبادر دائما إلى خدمة المثقفين والمثقفات في بلادنا، وتعزيز مسيرة الحياة العصرية بمختلف مجالاتها ومساراتها، ما جعل من قيمة التكريم إحدى مرتكزات ثقافتنا السعودية، التي اختط بديات مسيرنها، وأسس لها بوعي واقتدار الملك المؤسس، طيب الله ثراه.
كما كان لصحيفة «الجزيرة» ممثلة في (المجلة الثقافية) وفي إصدارات مؤسسة الجزيرة، عبر إصداراتها الخاصة من جانب، إصداراتها من خلال كراسي بحثها العلمية في الجامعات السعودية، مسارات متعددة من التكريم، إلى جانب ملفات المجلة الثقافية الاحتفائية بالأدباء والمبدعين والمثقفين من الجنسين، إذ يصف الزميل الدكتور إبراهيم بن عبد الرحمن التركي، مدير التحرير الشؤون الثقافية بصحيفة (الجزيرة)، دور الصحيفة في احتفائها بملفات وإصدارات القسم الثقافي، إلى جانب إصدارات المؤسسة، عن رموز الثقافة السعودية.. متحدثا عن الملف الاحتفائي بالزميلة السقاف الذي أصدرته المجلة بعنوان :»الغيمة»، قائلا: قبل أربعة عشر عامًا، وتحديدًا في 7 ربيع الأول 1425 26 إبريل 2004، في مستهل عام الثقافية الثاني، أصدرنا الملف الأول عن مثقفة، وقلنا: إنه الأول عن سيدة، وله ما يسوغه: لأنها الأُولى حضورًا في الساحة الثقافية؛ فلم تغب منذ عقود «ولن تغيب بحول الله»، ولأنها الأُولى أسلوبًا؛ فلم تُسبق في تميزها بالرغم من تكاثر المستنسخين، ولأنها الأُولى التي أضافت قيود التخصص إلى فضاء الإبداع، ولأنها الأُولى في مواقعها الصحفية والأكاديمية، فهي إذن الأَولى بالاحتفاء والاقتداء. التأم في ذلك الملف تسعة وعشرون كاتبًا وكاتبة، تمثل فيهم ما مثلته خيرية السقاف الباحثة والمبدعة والكاتبة والإدارية والرمزية العلمية والسلوكية. أسمينا الملف: (الغيمة)، والظن أننا لم نحد ولم نزد؛ فهي غيمة خير وعطاء ونبل ووفاء، تمطر قلبًا وقربًا، وإغداقًا وإشراقًا، وتميزَ عطاء وصدق انتماء، فربما حاز المكان غيرها، وقد يملك الإمكانَ سواها، لكنها المكانة والتمكن، فبذا صارت رائدة، وكذا تتطلب الريادة؛ ليجيء الوسام إضاءة سيرة وتتويج مسيرة.. فشكرًا للمهرجان الذي تذكر وذكّر، وللوطن الذي اصطفى وقدَّر».
وفي مسيرة تكريم السقاف، يتجدد تكريمها في (منتدى ثلوثية بامحسون الثقافي)، وذلك باختيار السقاف الشخصية المكرمة لموسم المنتدى الثقافي، التي أكد المنتدى على أنها واحدة من رائدات الأدب في المملكة العربية السعودية، ولها باع ريادة آخر في مجال الصحافة والتعليم الجامعي والثقافة العامة، إذ بدأت الكتابة عن موهبة وهي في التاسعة من عمرها، وراسلت جميع الصحف في البلاد فخصصت لها الزوايا وفتحت لها أبواب النشر وهي لا تزال في مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية وعند صدور صحيفة الرياض1385هـ بدأت في أول عدد لها كتابة أول عمود صحفي يومي ولم تكن سوى طالبة الفصل الأول في المرحلة الدراسية المتوسطة، وبذلك كانت أول فتاة سعودية تكتب مقالا يوميا ثم تولت الإشراف على صفحات المرأة فيها وتدرجت حتى غدت أول مديرة تحرير فيها 1980 وكان أول منصب يسند لامرأة عربية تدير تحرير صحيفة يومية اجتماعية وسياسية إذ درج على أن تتولى المرأة إدارة ورئاسة مجلات خاصة بالمرأة، إذ اشتهرت بكتابة المقال الأدبي وهي ذات أسلوب خاص ومميز تهتم بلغتها اهتماما شديدا فهي ممن يحرص على أبجدية باذخة، حيث أشاد بها كبار الكتاب أمثال: حمد الجاسر، ومحمد حسن عواد، وحسين سرحان، ومصطفى هدارة، وعبدالله الغذامي، وغيرهم إلى جانب كونها كتبت القصة القصيرة ولها مجموعة منشورة.
كما صدر للسقاف العديد من الأعمال الأدبية والعلمية منها:
- سيرة ذاتية لغازي القصيبي ( دراسة ) عالم الكتب - عمل المرأة : الواقع و المستقبل – وزارة التخطيط 1402ه ـ ( دراسة واقع واستشراف مستقبل) . - أن تبحر نحو الأبعاد – مجموعة قصص 1402هـ دار العلوم – الرياض . - مناهج دراسة و تدريس الأدب العربي / دراسة مقارنة .جزءان : جامعة الإمام – - دلالات المكان في النص الروائي عند الروائية السعودية.( بحث ) عالم الكتب 1420هـ - مأزق في المعادلة – مقالات في الفلسفة و الأدب .كتاب الرياض 1415هـ . - عندما تهب الريح يعصف المطر ( نص إبداعي ) سلسلة نصوص (1) إبداعية- مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية – الرياض 1423هـ وغيرها من البحوث العلمية المنشورة في العديد من المجلات العلمية، إضافة إلى مشاركاتها في الندوات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها، إلى جانب ما صدر لها من مترجمات، إذ ترجم لها مجموعة من القصص، والنصوص الإبداعية باللغات الإنجليزية ,والإيطالية ,والبولندية والكورية, والروسية في إصدارات متفرقة آخرها في العام 2017 إلى جانب اسهاماتها الأكاديمية والمجتمعية ودورها الفاعل عبر مسيرتها العلمية والعملية في مجالات ثقافية وإبداعية وعلمية مختلفة، ما جعل من خيرية السقاف غيمة إبداع.. تهطل ثقافة.. فينبت في فضائها التكريم.. حيث سيتحدث في مناسبة التكريم بالمنتدى عن الشخصية المكرمة كل من: الدكتور عبد الرحمن الشبيلي عضو مجلس الشورى سابقا؛ الدكتورة سعاد المانع عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود؛ إلى جانب تكريم منتدى ثلوثية بامحسون الشخصيات الذين أثروا موسهم الثقافي لهذا العام، وذلك بقاعة نيارة للمؤتمرات والاحتفالات بالرياض، وذلك في يوم الثلاثاء المقبل 8 مايو، في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء، وذلك بحضور راعي المنتدى عبد الله سالم باحمدان.