سعد بن عبدالقادر القويعي
كانت تغريدة معالي المستشار في الديوان الملكي -الأستاذ- سعود القحطاني: «بأن بعض ملاك القنوات الفضائية السعوديين، ومعدي البرامج، ورؤساء التحرير؛ بسبب انشغالهم لا يعلمون حقائق المرتزقة من الإعلاميين الذين أساؤوا لمملكة الخير، وقيادتها، وأن مقاطعتهم مطلب وطني»؛ ولينشأ بعدها هاشتاق، بعنوان: «قائمة سوداء للإعلاميين المسيئين»؛ من أجل وضع أسماء المسيئين، وإساءتهم؛ ولكشف حقيقتهم التي زالت عن وجوههم الأقنعة الزائفة، وذلك بالتآمر مع أعداء الأمتين -العربية والإسلامية-، وتمرير المعلومات الحساسة؛ كونه أصبح أداة من أدوات حرب الجيل الرابع.
كأي مفصل من مفاصل الحياة، فقد تم اختراق مفصل الإعلام من قبل مرتزقة؛ -ولذا- فإنني لا أستبعد -أبداً- الدور الاستخباراتي لدول عدة، والتي تقوم به ضد السعودية، وبمباركة الكثير من الإعلاميين المرتزقة، من الذين لا يسترهم سوى ما يحصلون عليه من أموال من تلك الأجهزة، والتي تقوم بتجنيدهم، وتمكينهم -مع الأسف-، بعد شراء ضمائر من لا ضمير لهم؛ ففتحوا مؤسسات إعلامية، ومراكز أبحاث، واتخذوا من عواصم عدة مقرات لهم؛ ليمارسوا حجم التضليل الهائل، والذي يفوق كل تصور، وبالشكل الذي يمكنه من خدمة أهدافهم، وتحقيق طموحاتهم، وبلوغ ما يتطلعون إليه؛ فانحدرت أخلاقياً إلى مستنقع من القذارة.
اليوم، بات كل مرتزقة الإعلام عراة، -خصوصاً- بعد أن أصبح المتلقي ذكياً، وقادراً على الفرز، والتمييز، وفهم منطلقات أدواتهم، ووسائلهم الإعلامية، أو منصاتهم الإلكترونية الممولة لجيوش من المرتزقة، من الذين تم توظيفهم؛ لتحقيق غايات إستراتيجية، وأطماع استعمارية، وأهداف -أمنية وعسكرية-؛ ولتستهدف -أيضاً- الأساس العقَدي، والبناء السياسي، والنسيج المجتمعي؛ فظنوا أنهم قادرون على التخفي، وتزوير الحقائق، وإشغال الرأي العام عن الحقيقة الواضحة.
تشير مسارات الأحداث، إلى أن السعودية ستبقى أكبر من أحلام تجار الأزمات الوضيعة؛ ولأنهم بلا علم، ولا ثقافة، ولا نزاهة، فإنهم يتولون تعرية أنفسهم بأنفسهم؛ إثر تماديهم في ممارساتهم العدائية تجاهنا، فلا الاعتبار الأخلاقي يهمهم، ولا المواقف المنصفة تقنعهم، طالما أن ذلك لا يؤثر على مكافآتهم المالية، وحظوظهم الدنيوية.